يعتبر الصيد غير القانوني “الصيد الجائر” مشكلة كبيرة في لبنان. إذ يتم اصطياد العديد من أنواع الطيور المهاجرة والمهدّدة بالانقراض، مثل الجوارح واللقلق الأبيض والترغل وعصفور التين، أثناء هجرتها السنوية عبر البلاد.
غالبًا ما يتم الصيد باستخدام طرق غير قانونية، مثل الشبك والدّبق وأجهزة مُناداة الطيور الإلكتروني، وأكثر الأحيان يتمّ هذا خارج موسم الصيد وخلال فصل الربيع فصل تكاثر الطيور.
وتتم الاستعانة بهذه الوسائل لأجل الصيد الشخصي، وأيضًا للأغراض التجارية على حدّ سواء، حيث تثباع الطيور الصغيرة إلى المطاعم ومحلات بيع طيور الزينة.
للأسف ظهرت خلال السنوات العشرين الماضية ظاهرة صيد الليل؛ ظاهرة مُتعددة الوسائل حيث يقوم القوّاص، بالإضافة إلى استعمال المكنات الإلكترونية، إلى إضاءة شجرة، أو رسم شجرة على حائط وإضاءتها أو استعمال الليزر والكشاف لصيد الطيور في الليل، ولا سيما طير السمّن وبكميات كبيرة، مما له أثر ملحوظ على أعدادها.
لا يُهدّد الصيد الجائر أَعداد هذه الطيور فحسب، بل انّه يؤثّر سلبًا أيضًا على جهود دُعاة الحفاظ على البيئة وعلماء البيئة والصياد المسؤول لحماية تلك الطيور وخاصة حماية بعضها من خطر الانقراض.
طبّقت الجهات المختصة قوانين ولوائح لمكافحة الصيد غير المشروع، لكن تطبيقها غالبًا ما يكون مُتساهلًا و لاسيما في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد.
يُشكّل الصيد غير المسؤول خطرًا على الإنسان أيضًا، حيث تشكل حوادث الصيد واستخدام الرصاص مصدر قلق. لذلك تعمل المنظمات البيئية على زيادة الوعي حول هذه القضية والدعوة إلى تطبيق أكثر صرامة لقوانين الصيد البري في لبنان.
