header

مُنقذكم في الكوارث حيواناتكم.. إحترموا وجودها

تحقيق جوسلين بوراشد البستاني

الأحداث الكبيرة تُعلِّم الإنسان النظر إلى الأمور بطريقة مُختلفة.. فبعد أن شهدنا منذ فترة في لبنان عدائية كبيرة تجاه الكلاب والقطط والكثير من الحيوانات، من تسميم وتنكيل وقلة اهتمام ورمي في الشوارع إلخ… نتيجة الأوضاع الإقتصادية وقلّة الوعي والقسوة الناتجة عن الغضب بشكل عام.. أصبح الحديث عن هذه الحيوانات كمُنقذ حقيقي من الزلزال نتيجة لما حدث مع كثيرين ممّن يعتنون بالحيوانات في بيوتهم ومزارعهم.. إذ كان توتّرها وردّات فعلها إشارة حقيقية لأصحابها بقدوم سوء ما..

هذا الواقع يجب أن يُشكّل رسالة واضحة للإنسان بضرورة الاعتناء بالحيوان، وإقامة علاقة معها أساسها الإنسانية والتفاهم. فالإنسان القوي يجب أن يرأف بالمخلوقات الأضعف منه، ويعيش معها بسلام.. إنه مفهوم “حمى السلام” الذي يجمع كل المخلوقات ويحمي مُستقبلها.

هنا بعض الأحداث التي حصلت مع مُربّي الحيوانات.

الناشطة في حماية الحيوانات والبيئة غنى نحفاوي: عرفتُ من العصافير وليس من الكلب

“تعيشُ عصافيرنا المتنوّعة بهناءةٍ معنا في المنزل، وتتمتّع بحريّة مُطلقة، تتناول الطعام معنا على الطاولة وعند المساء تدخل أقفاصها لتنام، ونقفل باب الغرفة عليها.

ليلتها كنتُ لا أزال مُستيقظة أعمل وزوجي على الحاسوب، فجأة نسمعُ ضجيجاً في غرفة العصافير، ندخل مُسرعين لنرى ماذا يجري، نجدها تتخبّط بشكلٍ هستيري تحاول الخروج من الأقفاص، الريش يتطاير في الغرفة وزقزقةُ استغاثة، وقفنا نُحلِّل: ماذا يجري؟ ما بها؟، قلتُ في قرارة نفسي: هل معقول زلزال؟!؟ وبعدها بأقل من دقيقتَين حصل الزلزال، وعرفنا سبب هذا التصرّف الغريب، كلّ هذا لأنها أحسّت بالخطر القادم، وتُريد الخروج لتنجو بنفسها.

بعدها كلبنا “صْنوي” راح يدفشني أكثر من مرّة، دون أن يعوي، يطلب مني التحرُّك وأنا لا أفهم ماذا يريد… طبطبتُ على رأسه ليطمئنّ، ولكن عصافيري كانت مرصدي”.

رئيس مجموعة أساطير الصيد ظافر نخلاوي: هرّنا رفض دخول المنزل مُجددًا وحيوانات مزرعتي طرقت الأبواب بشدة.

“كنتُ لا أزال صاحيًا، جالسًا في الصالون مع زوجتي، والهرّ الهادئ فوق الخيال كأنّه مخدّر ودائم النوم والاسترخاء، خرج من الغرفة وجاء إلى حضني، اعتقدت أنه جائع، وأنا أُحاول الوقوف لأضع له الطعام، رقصت الملاعق الحديدية المُعلّقة على الحائط، أيقنّا عندها، أنا وزوجتي، بأنّه زلزال، عندها استغثنا بالخالق. وقفتُ لأذهب إلى ابنتي أوقظها، والهرّ على قدمَي يُلاحقني… وأَبت ابنتي الخروج بدونِه، وهو الذي لا يخرج أبدًا من المنزل، وضعته داخل الجاكيت وخرجنا ننتظر هدوء الهزّة، عند الارتدادات المتتالية، رفض الهرّ الدخول مجدّدًا إلى المنزل، أراد البقاء في العراء لحمايتنا.

أمّا في مزرعتي، فالخيول، الغزلان، الأبقار، الماعز راحت تطرق الأبواب بشدّة بحوافرها وتُصدر أصواتَ استغاثةٍ، تريد الخروج من الإسطبل لتنجو بنفسها…

نعم، يا سبحان الله، الحيوانات شعَرَت قبلنا، وحاولت مساعدتنا قدر استطاعتها”.

سيبال فرزان: الدجاجات أنذرتني وكلبي ڤايكنغ بقي نائمًا

“كانت ليلة رُعب بامتياز، بردٌ وصقيع، عواصف وشتاء، نُراقب الشبّاك والهواء وكبر حبّات البرَد، وإذ أصحو على صوت صراخ وبكاء طفل، وعندنا لا يوجد أطفال في المبنى، جلستُ لأسترق السّمع، أقف، أمشي وألحق صوت الصراخ!!!! أخرج إلى الشرفة لأجد الدجاجات في القنّ تصيح، تصرخ وتتخبّط، دخلت إلى الصالون وأنا أفكّر ما بِها هذه الدجاجات، هل دخل عليها حيوان مفترس؟… خمسُ دقائق لاحقة ويهتزّ البيت بنا، تجمّعنا أنا وأهلي، كلّنا بانتظار هدوء الزلزال، لكن المضحك بالقصة، أنّ كلبي الكبير “ڤايكينغ- Viking”، بقيَ مُمَدّدًا نائمًا نومًا عميقًا. وها هي دجاجات الحيّ توقظنا لتنبئنا بحدوث مكروه… والله الشكر لها”.

رشا خوري: كلبتي كيارا نبحت بشكل بكاء

“دافئة في سريري، مُغمضةٌ عيني لكي لا أرى البرق، ولا أسمع الرعد، رُحت في نومٍ عميق، حتّى قفزت كيارا إلى السرير تدور حولي بطريقة غريبة، تنكزني وتدور، بقيت كذلك 10 دقائق، وبعدها، عندما وجدتني نائمة ولا أكترث لها، قفزت إلى رأسي وراحت تخربط وتحكّ شعري بطريقة غريبة، قلتُ في نفسي أنها تشعر بالبرد وتريد النوم بجانبي… وسَّعت لها وضممتُها تحت الغطاء لتدفئتها. لكنّها خرجت من السرير وعادت إلى رأسي تنبح على شكل بُكاء وتبعثرُ شعري، لدرجةٍ أنّها أوجعتني، جلست لأرى ما بها ولتهدئتها، اهتزّ السرير بي، نظرت إلى الأعلى وجدتُ اللمبة تتأرجح، قفزتُ إلى غرفة أهلي لأرى ماذا يجري، وجدتهما جالسين يدعوان الله لنجاتهما بخير من الزلزال… فشكرًا لكلبتي، ونعم أحسّت بالهزّة الأرضية قبلي وأعلمتني بطريقتها”.

ملك شعلان: هرّتي كاراميل ضربت قوائمها على وجهي وعضّتني بيدي لتوقظني

“في تلك الليلة كان الجوّ مُغريًا للنوم، بردٌ شديد وأكوام من الحرامات، وظلمة شديدة لا يقطعها إلا برق خاطف ورعود هوجاء..

لذا كان نومي عميقًا عميقًا جدًّا، وبينما كنتُ أغطّ في هذا الهدوء اللذيذ مُستسلمة للأحلام، وإذ بـ”كاراميل” هرَّتي الهادئة اللطيفة تموء وتموء، وتقفز مباشرة على بطني، وتضرب بقوائمها على وجهي كأنها تحاول إيقاظي..

اعتقدتُ أنها تريد الخروج من الغرفة، فلم أبالِ بها ودفعتها بيدي، لكنها وعلى غير عادة عادت وعضتني في يدي، وبنصف عين مفتوحة، جلستُ على سريري بينما راحت تدور وتدور في حلقات دائرية… يبدو أنها كانت تحاول المستحيل لتوقظني.. ويبدو أنني بعد كل ذلك لم أفهم!! فعدت إلى النوم وفاتني، ولله الحمد، أن أشعر بالزلزال.. “كاراميل” مرصدي الرائع، أُحبك جدًّا”.

مقالات ذات صله