مدير قسم الصيد ماهر اسطى
في اشارتنا الى خبر تناقلته الصحف اللبنانية منذ ايام عن ظهور فقمة لأول مرة عند شواطئ صور السياحية وقام عدد من الصيادين باستدراجها لالتقاطها بالشباك وإعادتها الى موطنها الاصلي كما قيل” في عرض البحر في منطقة الجمل التي تتواجد فيها الكهوف المائية” كونها ” حيوان نادر ” لأجل الحفاظ عليها من الانقراض. نشير – مع التأكيد على الجهود الطيبة والانسانية الحضارية التي قامت بها وزارة البيئة عبر مدير مشروع المحميات الدكتور هاني الشاعر مع بلدية صور والصيادين والغطاسين – ان فقمة صور “sea lion” ليست ابنة البحر المتوسط انما ابنة مراكز تربية وتدريب في اقفاص بحرية وهي من النوع الذي قد يستعمل لأغراض عسكرية وأمنية، منها مراقبة الغواصين الأعداء وتتبعهم والاشارة اليهم ليتم ردعهم. ولهذا كان تعاطيها مع البشر قليل الحذر، حيث تناولت الطعام من يد الغطاس زياد سماحة وتجاوبت معه وهذا ما يؤكد انها داجنة.
ويوجد في البحر المتوسط مركزين لتربية وتدريب هذا النوع من الفقمات في اقفاص بحرية احدهما في اسنطبول في تركيا والآخر في الكيان الاسرائيلي في ” ايلات ” . ونلفت الى ان هذا الحدث لم يكن الأول من نوعه فقد هربت منذ عدة سنوات احد الفقمات وتدعى ” سامي” من اقفاص مركز ” ايلات ” وعلقت في شباك صياد اردني، وبعد ان اخذها الصياد الى طبيب بيطري للحفاظ على حياتها جرت اتصالات كثيرة واسترجعها الاسرائيليون.
وبالعودة الى بعض الفوارق العلمية والعملية نؤكد ان فقمة البحر المتوسط النادرة هي من نوع ” monk seal ” والتي لم يعد يوجد منها الا حوالي 400 فقمة وهي تزحف زحفا بينما الـ” sea lion ” تستعمل زعانفها لتمشي على الأرض ولها اذنان بارزتان ولهذا تسمى ايضا “eared seal”. ونلفت ان المكان الذي اخذت اليه هذه الفقمة لن يؤمن لها عيشة آمنة ولا استمرار حياة لانه ليس موطنها، ولانها تعودت ان يقدم لها البشر الطعام. ونحن نخشى ان تكون قد ضاعت في البحر وضاعت معها قصة فرارها الكاملة.. من اين هربت وكيف انتهى بها المطاف على شاطئ صور.