اذا اردت ان تسبح في بحر الكؤوس والميداليات وتغرق في بحر اخبار وقصص الرماية المثيرة التي لا تنتهي، فما عليك الا ان تزور شيخ الرماية في لبنان منير سكاف الذي تعرفه حقول الاندية في لبنان والعالمين العربي والغربي لما له من صولات وجولات كثيرة موقعة بإنتصار مضيء. فهذا الرجل الذي بلغ من العمر 74 عاما ما زالت الرماية نبض حياته، واخبارها لغته التي لا تعرف الجفاف، وإن اكثر من 225 كأس وميدالية خير دليل على ان الرماية لم تكن هوايته، انّما خبزه اليومي الذي يحيا به.
في عمر الـ 17 سنة كان يتعلق بمؤخرة باص الركاب ليوفّر أجرة الطريق من زحلة الى بيروت ليمارس الرماية في احد انديتها، وقد تحوّل من شخص يجمع راتبه الاسبوعي ” 50 ليرة ” ليصرفه في جولة رماية واحدة الى شخص يدفع له صاحب النادي جاك قماطي لينافس الآخرين ويحط من مستوى غرورهم ويصبح بطلا للمراهنات من الدرجة الاولى.
وتقدم منير بسبب مهارته بسرعة مذهلة وشارك في بطولات كثيرة في لبنان وايطاليا والمانيا ومصر وفرنسا والكويت والعراق وحقق فوزا كبيرا بها، ولكن الفوز الذي كان له نكهة خاصة وتاريخية في قلب وعقل سكاف هو فوزه في احدى مباريات الرماية على الجنرال بول تبيتس الذي اطلق القنبلة الذريّة على هيروشيما…
هل حظيت بتشجيع ودعم من العائلة في بداياتك، ام عشت المثل الشعبي القائل ” لا نبي بين اهله” ؟
ابدا لم يكن هناك اي تشجيع بل على العكس كان يسخرون من تركي لعملي وذهابي الى التيرو خصوصا انني في ذلك الحين لم يكن لدي سيارة وكنت اذهب بالتاكسي واحيانا كنت اتعلق بخلفية البوسطة لاوفر المال لاجل الرماية..
تدخل زوجته على خط الحوار وتقول ” لو المصاري اللي دفعا على الرماية اشترا فيها بنايات كان عندو شي 4 او 5 على القليل” . وتستدرك قائلة : انا لا احب الرماية ابدا ولكن يهمني ان يكون منير ” مبسوط كتير”
ويضيف منير: اخذتها معي الى مصر وشاركت هناك في 3 مباريات ربحت 2 منها وحين سألتها بماذا شعرت، اجابت بالملل ” يضحك ”
مَن مِن العائلة احب الرماية ومارسها ؟
ابني المسافر في استراليا
هل صدف وتباريت معه؟
حوالي المرتين
طلعلو معك ؟
يضحك : ايه طلعلو
هل لانك لم تكترث ولم تركز ام انه تغلب عليك في الواقع؟
كنت مصابا بالتعب ولم اكترث ولكن فوزه “على قلبي متل العسل ”
مع كل هذه الانجازات لماذا لم تأت رئيساً لاتحاد الرماية؟
عرضت عليّ رئاسة الاتحاد ورفضت لان الأمر يحتاج الى تفرغ وجهد والى اجادة في اللغات الاجنبية وهذا ما كنت افتقده لانني تركت المدرسة باكرا.
قال في اللقاء:
اذا اردنا عهدا ذهبيا للرماية نحتاج الى رئيس جمهورية متل كميل شمعون الذي كنا نصطاد ونرمي معه .
اجمل ما حدث معي هو حين كتب المرحوم خليل النحاس في جريدة النهار ” سكاف يتزعم الرماية ” وهذا بعد ان حققت 98 100
احب الرماية والصيد ولكن الصيد من دون الكلاب لا متعة فيه.
القطريون جيدون ولكن الكويتيون عربيا هم الافضل والايطاليون عالميا.
كنت اخشى فقط مبارزة الايطاليين ما تاريلي وروسيني كاشيانو وبزّاني من العرب لم يكن احد يخيفني حين كنت شابا.
لم احصل على وسام من الدولة لانها لا تهتم ولا تبالي بهذه النشاطات.
افتتحت نادٍ للرماية انا وجورج الهرواي ولكن اقفلناه لانه يحتاج الى وقت ومتابعة.
بعد ان حققت 97 100 في بطولة لبنان ..ترشحت انا والياس سلهب للمشاركة ببطولة ميونخ الا انني قبلت بذهاب اسعد اندراوس مكاني مقابل جفت بيراتزي و2000 خرطوشة لايجن ستار بعد مفاوضات معي من قبله وقبل اميل نصار وفايز الفرم وشارل العسيلي.
لست نادما وكؤسي تساوي اكثر من مليون دولار بالنسبة لي.
الكويتيون يتدربون ليل نهار وكل شيء مؤمن لهم والدولة تدعم رماتها بصدق.
اليوم انا ما زلت اقنص الحمام وثمن بندقيتي الف دولار.
