وجود المرأة في عالم الصيد ليس مجرد موضة زمان ومكان،
فالمرأة منذ الآف السنين تركت بصمتها كمحاربة وصيادة و ليست كبديلة عن الرجل بل أصيلة بكل ما للكلمة من معنى.
ريتا حبيب الشعار أمّ لبنانية تحمل في قلبها روح الصيادات المحاربات اللواتي يمتلكن الصبر والمهارة والتحدي،
ويتنَفَّسْنَ المغامرة كل ثانية بأنوثة خاصة وأمومة كاملة الحواس.
عاشقة للصيد البرّي بكل جرأة ومعرفة ووعي.
قيمة الصيد عندها ليست في التباهي بعدد الطرائد، إنما بالحفاظ على التوزان الطبيعي،
إنها ترى الصيد كامرأة صيّادة بنظرة الأم المسؤولة، لأن هذا التباهي ليس إلاّ جريمة إبادة.
وهذه الثقافة العميقة لمفهوم الصيد يجعلنا نقول: تعلّم من المرأة الصيادة كيف تكون رجلاً في الصيد لا ذكرًا مُتباهياً يستجدي مدحًا أو يبحث عن رجولة مفقودة من خلال استعراض أحمق أمام جثث الطيور.
قالت في مقابلتها مع “صيد”:
* دخلت عالم الصيد من خلال أبي وأخي، كنت دائمًا أُرافقهم وأمشي معهم في الجبال، فاندمجت مع الطبيعة وأحببتُ هذه الهواية.
* الصيد فنّ يُترجم إلى لحظاتِ فرحٍ وهدوء، وأكثر ما يجذبُني اللجوء إلى الطبيعة وعشقي للمغامرة.
* أنا أقوم بواجبي الكامل مع عائلتي وأنتظر وقت فراغي لألتجئ إلى الطبيعة والصيد.
* زوجي شريكي في بعض رحلات الصيد، لكن ليس لديه الوقت الكافي ليذهب دائمًا معي. أنا في موسم الصيد أذهب كلّ يوم، لا أُضيّع الفرصة بالبقاء في المنزل.
* يُرافق الصيد شغفي بالحصول على طعام طبيعي، ولكنه يفتح أمامي بابًا للتواصل مع الطبيعة والمغامرة ولعبة الرّماية المثيرة.
* ألتزم بقوانين الصيد بإخلاص، وأتمتع بشعور خاص هو إحترامي للحياة البريّة.
* الأصدقاء وأفراد العائلة يفرحون لعشقي ممارسة الصيد، وهناك مجموعة من الصبايا يتشجَّعنَ للذهاب معي. أما الذين لديهم ردود فعلية سلبيّة تجاه هذا الموضوع فأنا أحترم رأيهم ولا أتأثّر لأنني مقتنعة بهوايتي.
* الصيد يمنح المرأة دورًا خاصًّا في الحفاظ على الطبيعة، فالاهتمام بالبيئة يُصبح جزءًا من قلبها، فالمرأة عندها تجربة أُموميّة، وهي تعلَم متى تصطاد وكميّة الصيد، فنحن من واجباتنا أن نُحافظ على الطيور لكي تتكاثر.
* المرأة تركّز على جمال الطبيعة أكثر من الرجل، لهذا يكون جمال الصور في تصوير رحلة الصيد بمظهرها الطبيعي بدلاً من التركيز على كميّة الطيور المقتولة.
* أحب النظام كثيرًا.. أطيب طريدة هي السمّن.
* عندما يستيقظ زوجي ولا يجدني بقربه، يتصل ليطمئن عليّ فأُبادره القول: “جهِّز الأولاد إلى المدرسة، وتعال اتبعني إلى الصيد”.
* ما حصل معي في صغري لقّنني درسًا. يومها كنت في الصيد مع شقيقتي ولم يكن زر الأمان مقفلاً، وخرجت الرصاصة فجأة باتجاه شقيقتي، ولكن الشكر لله مرّت على خير، ومن يومها وأنا منتبهة وفوهة بندقيتي باتجاه الأعلى دائمًا حين يرافقني أحد.
* الصيد ليس خروجًا عن أنوثتي، بل طاقة قوّة وإصرار على مواجهة التحدّيات، وهذه صفات حقيقية للمرأة.
* أنا لست في مُنافسة مع أحد، على العكس أنا أتشجّع أكثر وتلفتني المرأة الصيّادة لأنه لدينا نفس الشغف.
* صيد الليل جريمة بحق الطبيعة وهو غير مسموح، يجب التشدّد في تطبيق القوانين، وإقامة حملات توعية خاصةً أنّه يتمّ خِداع الطير وغالبًا ما يكون بين البيوت.
* لن أوجّه رسالة لأحد إلاّ للدولة وتحديدًا لوزير البيئة وأحثّه ألاّ يتسامح مع أيّ شخص يمارس صيد الليل، وأن يضبط هذه المخالفات دون رحمة.
* أُحب الرياضة كثيرًا مثل كرة السلّة والـPing Pong.
* بندقيتيBeretta A400. لديّ أربع بواريد من بينهم 28، وأغلبهم Beretta طبعًا أُحب اقتناء أكبر عددٍ ممكن منها.
* أغلب رحلاتي إلى الصيد تكون في إهدن، الهرمل، زغرتا وطى الجوز (منطقتي). وقريبًا سأسافر في رحلة صيد إلى رومانيا، فكل مشوار صيد أقوم به وآتي بالطرائد يكون مشوارًا من العمر.
* القيمة ليست في التباهي بالأعداد، بل في الاحترام والحفاظ على التوازن الطبيعي، و ما يفقد الصيد لذّته، أنه لم يعد مجرّد هواية بل أصبح جريمة بحق الطيور والسبب التحدّي بين الصيادين.
* الاهتمام بمواسم التكاثر يعكس رعاية المرأة وحسّها الأمومي تجاه التوازن البيئي بالابتعاد عن الصيد في موسم التكاثر.
* أولادي متأثّرون بي ويُحبّون الصيد، لأنهم يرونني كيف أعود من رحلة الصيد فَرِحة. أحيانًا، عندما أذهب وحيدة وإلى مكان بعيد وليس هناك من صيادين، أصطحب إبني معي لأعلمه الصيد بكل مسؤولية ومهارات السلامة.
* شكرًا لمجلة “صيد” على هذه التجربة الإبداعية، وأتمنّى أن تفتح عيون وقلوب القرّاء على جمال الطبيعة وروعة الصيد، وتبقى قدوة لجميع الصيادين لتضعهم على الطريق الصحيح.