دخلة بيضاء الحنجرة الصغرى lesser whitethroat
طائر صغير من فصيلة الدُخل. تلك الفصيلة المحكوم عليها بالقتل بمجرد رؤيتها.
ليس لأن اعضاء تلك الفصيلة (منها التيان، الخوري ،والشماس وغيرهم) هم من الطيور المؤذية، او لأن اصطيادها يعد رياضة وتحد.
السبب الوحيد لقتلها هو لذة طعمها.
بوزن لا يتعدى العشرين غرام، و ارجل ارفع من عود الثقاب، وبطيران متقطع من شجيرة لشجيرة، تقطع هذه العصافير الصغيرة مسافة آلاف الكيلومترات في موسمي هجرتها من والى أوروبا وأفريقيا بما يعد واحدة من معجزات الطبيعة.
في لبنان ومعظم الوطن العربي وقبرص ومالطا ينتظر الصيادون الغير شرعيون موسم هجرتها وينصبون لها الشباك وعيدان الدبق او يصطادونها مباشرة بالبواريد ذات العيار الصغير مع استعمال آلات الأصوات الإلكترونية لجذب أكبر عدد ممكن بموسم الربيع حيث تتواصل هذه الطيور بأصوات غنائها الذي يكتب عنه الشعراء. غير عابئين بالقوانين والأعراف والشرائع التي تحرم صيد الطيور بموسم التزاوج.
مما يجعل الأمور أسوأ هي حقيقة ان هذه الطيور تعد من اهم الوسائل البيولوجية لمكافحة الآفات الزراعية وخاصة حشرة المن التي تتكاثر بالربيع وتكبد المزارعين خسائر فادحة، مما يضطر المزارع لشراء واستعمال المبيدات الكيماوية الخطرة التي تنعكس سلباً على صحة اولادنا وعلى التوازن الطبيعي، اذ ان هذه المبيدات (بعكس عصافير الدخل) لا تميز بين المفيد والضار من الحشرات.
الأسئلة التي تطرح نفسها هي:
– هل لذة طعمه تبرر إبادته بموسم التزاوج؟
– بعد ذبحه وتنظيفه يبقى من هذا العصفور ما لا يتعدى العشرة غرامات من اللحم، فهل تستأهل هذه الكمية من اللحم حرمان المزارعين من أهم حلفائهم الطبيعيين؟
– في بلد كلبنان نسبة السرطان فيه تعد الأعلى في المنطقة، الم يحن الوقت لنعقل ونبحث عن اي بديل لاستعمال المبيدات المسرطنة ونحميه بعيوننا؟
– هل يعد قتل طير ليس طريدة ولا يخاف الإنسان صيداً؟
– هل يعد من المنطق والعقل حمل بارودة ونصب الشباك والدبق بموسم التكاثر؟
أيها الطائر الصغير البريء اننا نعلم ان ذنبك الوحيد هو لذة طعمك، فنرجوك ان لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
الصور بعدسة سامر عازار