ضجّت وسائل الاعلام والمواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر ظهور الدب السوري البني في جرود بلدة نحلة اللبنانية (قضاء بعلبك – السلسلة الشرقية لجبال لبنان )، الذي تمكن شباب من المنطقة من توثيق وجوده عبر تسجيل شريط فيديو يُظهر أنثى الدب تجول في الجرد المغطى بالثلوج وهي برفقة صغيرها.
وهذا الحدث الايجابي يُعتبر تاريخياً خصوصاً بعد غياب اي اثر لهذا الدب خلال 60 عاماً، نتيجة للصيد الجائر وتقلص مساحات الاكل والامان له .
شكل ظهور الدب صدمة ايجابية للكثيرين الذين يعرفون اهمية عودته الي جرودنا، وكثرت الاحاديث والردود حول ظهوره وضرورة حمايته للحفاظ على هذه السلالة .
وقد أكد مدير عام جمعية حماية الطبيعة في لبنان اسعد سرحال لـ”صيد” : ان الامان والطعام هما الاساس لعودة الحيوانات والطيور، وان تفعيل مفهوم “الحمى” في البلديات عبر تنطيم الصيد والرعي ووضع خطط لحماية هذه الثروة الطبيعة والحيوانية من التهديد بالانقراض، يعيد التوزان الى الطبيعة التي بدورها تنعم بخيراتها على الانسان. وأشار سرحال هذا ليس الحدث الوحيد في لبنان فقد تم اكتشاف “ثعلب الماء” عام 2007 في منطقة حمى عنجر – كفرزبد ( بعد ان اكدت دراسات كثيرة انقراضه في لبنان) وايضا طائر “النعار السوري”قبله في نفس المنطقة وهو طائر مهدد بالانقراض. والعزال في محمية أرز الشوف عام 1998. ولفت سرحال الى ان الجمعية اقامت 17 “حمى” في لبنان بالتعاون مع البلديات التي هي الاساس في المحافظة على الطبيعة لقدرتها على متابعة سير الامور وتدريب ابنائها وتوعيتهم والاستفادة المستدامة من خيرات ارضها ..
ومن جهته اشار رئيس “مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام” ادونيس الخطيب رئيس تحرير مجلة “صيد” ، الى ان” الطبيعة في كل زمن تنتصر لنا ويجب ان ننتصر لها ونحميها بوعينا ورؤيتنا لا ان نكون أعداء أنفسنا بعداوتنا لها “. وأعتبر ظهور الدب دعوة الهية واضحة الى كل الصيادين لممارسة دورهم الايجابي والاخلاقي في حماية الحيوانات والطيور والمهددة بالانقراض والتأثير الفعال على “القواصين” الذين أرفع مستوى أحلامهم الاستعراض في القتل .
وقال :” لو وجد القواصون الدب البني السوري … كنا سنراه مقتولاً ومعروضاً على أحدى السيارات، وحوله البعض يفتخرون بما قاموا به .
وتوجه الخطيب الى وزير البيئة الجديد داعيا اياه الى البدء في اجراء امتحانات الصيد لانهاء ظلم الصيادين المحترفين والحد من عدد القواصين المضرين بالطبيعة ، والاستفادة من الاموال الطائلة التي ستجنيها الدولة من رخص الصيد لأجل صرفها على حماية الطبيعة وتعزيز هواية الصيد كرياضة مستدامة وعدم الاستمرار بالصيد الجائر .
جوسلين بو راشد
الصورة : مدير قسم الصيد البري ماهر الاسطا يتواصل مع الدب السوري البني في “Animal encounter “مركز التعرف على الحيوانات البرية في لبنان – عاليه للدكتور منير ابو سعيد ( تصوير ادونيس الخطيب )
اضغط لمشاهدة فيديو الدب السوري في جرود نحلة – بعلبك ( عن موقع غرين ايريا )
