الصياد اللبناني المغترب – 3
المعروف أنّ الصيد هواية قديمة ومُتجذّرة في التراث اللبناني، حيث تشكّل الطبيعة الخلابة في الجبال والأودية بيئة مثالية لممارستها. مع هجرة الكثير من اللبنانيين إلى الخارج، وجدوا في بلدان اغترابهم قوانين صارمة وممارسات مُنظّمة تمنحهم فرصة ممارسة هذه الهواية بطرق مسؤولة ومستدامة.
في هذه السلسلة سنتعرف إلى تجارب صيادين لبنانيين مغتربين في بلدان مختلفة حول العالم. من خلال مقابلات حصرية، يُشاركنا وجهات نظرهم حول الفروق بين الصيد في لبنان والصيد في دول الاغتراب، وعن دور القوانين في تعزيز الوعي البيئي والسلامة.
الصياد غسان نصّور- من جديدة المتن- حاليًا في مونتريال- كندا
“أنا رجّال.. أنا قبضاي وْ تَ فرجي أهلي والغير…”
– الفرق بين البلدين شاسع. رفضوا منحي رخصة صيد ورخصة حمل السلاح لعدم بلوغي الثامنة عشرة، كما أنني لم أحصل على الجنسية بعد. أما في لبنان، فيحمل الولد بندقية والده ويخرج للصيد دون رقيب ولا محاسبة.
– أحب الصيد في البلدين. فلبنان يتميز بالطبيعة والمناخ، الجبال والأودية، بينما في كندا البرد القارس يمنعك أحيانًا من ممارسة هذه الهواية. ولكنني أفضّله هناك لأنه منظّم وبحسب القانون.
– في لبنان، بالطبع هناك فوضى، وتسمع دائمًا “أنا أطلقت النار قبلك”، كما أن هناك فوضى في حمل السلاح. أما في كندا، فلا أحد فوق القانون. عندما تجد نفسك تحت غطاء القانون، تستمتع بالصيد أكثر.
– الاستمتاع بالطبيعة، الابتعاد عن الضغوط، مراقبة بزوغ الفجر، والقانون العادل الذي يحمي الطيور والبيئة، كلها من الأمور التي أحبها. (مثلاً يمنع صيد الوزّ بالخرطوش بل بالستيل، لأن الوزّ يعيش في المياه، والخردق يضر الأسماك والمياه).
– ما أكرهه في الصيد بالاغتراب هما أمران: أولاً، عدم جمع الخرطوش من قِبَل الصيّادين، فالخرطوش يضر التربة، وخاصة قرب المزارع. ثانيًا، عندما يُصطاد الطير ويسقط بعيدًا عن الصياد، لا يكلف نفسه عناء جمعه.
– تعلمت الانضباط والالتزام، فالقوانين صارمة. الصيد هواية ورياضة، وليس مجرد وسيلة لتجميع “اللحم”.
– أنصح الآباء بالوعي، يجب عليهم حماية أبنائهم من البندقيات، وتعليمهم القوانين وتعريفهم بالطيور، وليس التباهي والتقاط صور لابنه الغير بالغ.
– أتمنى إنشاء مدارس خاصة لتعليم الصيد والقوانين، وتنظيم دورات توعية، خاصةً للناشئين، لأنهم أول من يرتكب الأخطاء، مثل “أنا رجل… أنا قبضاي وْ تَ فرجي أهلي والغير…”. الوعي، ثم الوعي، ثم الوعي.