بدأت منى رحلتها مع الدراجة النارية منذ خمس سنوات بعد نزهة دعاها اليها احد الاصدقاء حيث جالت معه على طرقات بيروت لمدة عشر دقائق كانت كافية لتشعل أحاسيس المغامرة وتجعلها تتعلّق بهذه الهواية الممتعة والخطرة، التي تحتاج الى دقة وتركيز وحسابات صحيحة كي لا تكون عرضة لأخطاء مميتة..
دخلت منى الهواية بشغف وأشترت عدة دراجات تدربت عليها لتركب اليوم دراجتها السوداء Suzuki gsxr 1000 . وكان نشاطها انذاك سرياً للغاية، اذ ليس من السهل ان يقتنع الأهل والاقارب والاصدقاء بهذه الهواية التي يعتبرها الكثيرون ذكورية بإمتياز خصوصا في البدان العربية، ولهذا كانت تخفي دراجتها عن الأعين وتخفي ثيابها وخوذة حماية الرأس في سيارتها لتجنب اي منع او تدخّل يمكن ان يحطم حلمها..
وبالرغم من ان هواية ركوب الدراجة النارية هي الأبرز في حياة منى إلا انها ليست الوحيدة، فمنى إبنة الطبيعة وعالم الصيد تعشق رحلاته اكتر من قتل الاعداد الكبيرة من الطرائد، وتمارس الغطس وركوب الخيل وتريد تجربة رياضة القفز المظلي قريبا. كما ان لديها حلما كبيرا وهو ان تمثّل فيلما تكون فيه راكبة دراجة نارية تعيش احداثا مختلفة ومغامرات قوية.
لماذا اخترت هذه الهواية ؟
إن الشعور بالمغامرة هو شعور ممتع وهذه الرياضة هي رياضة المغامرة والحذر والتحدي، ولهذا إخترتها لأنها تخاطب مشاعري وطموحاتي الى جانب روعة ان تكون سبّاقا في أمر ما في الحياة، وانا كنت سبّاقة كأنثى في أن أمارس هذه الرياضة في لبنان ليس للتباهي والتقاط الصور كما يفعل الكثير من الفتيات، فأنا اعيش هواياتي بكل تفاصيلها.
كيف عرف اهلك بالامر؟
في أحدى المرّات أوقفني حاجز للجيش وطلب الأوراق الثبوتية ورخصة القيادة للتحقق منها، وفي هذه الاثناء توقفت سيارة عسكرية بالقرب منّي على الحاجز فنظرت اليها فوجدت ابي في داخلها، فهو ضابط في الجيش اللبناني، عندها قلت للجندي بسرعة ووجل: أنا ابنة العميد الخطيب وأشرت الى والدي الذي ذهل من هول الصدمة . وانطلقت بسرعة كي لا اوبّخ على الطريق .. الا ان التوبيخ كأن في انتظاري في البيت، وقد طلب ابي حينها ان ابيع الدراجة وما زال حتى اليوم في كل مناسبة يصر على الموضوع وانا اصر على محبتي لهذه الهواية .
كيف كانت ردة فعل من حولك ؟
إن قناعتي بأنني لا اقوم بعمل لا يرضى عنه الدين او ترضى عنه الاخلاق والقيم جعلتني استمع بالاذن الطرشاء لكل من يحدثني بهذا الامر، فالناس يتكلمون ما يشاؤون وليس كل ما يشاؤونه صحيحا. انا امارس هوايتي بكل اخلاق وقيم وان كل الذين في فريقنا ” SuperBike Riders Group ” هم اخوتي ويخافون علي كثيرا.
قالت في المقابلة
بعد أن حققت سرعة 300 كليومتر في الساعة، انا اليوم أتدرب على القيادة بعجلة واحدة، وقد تحسّنت كثيراً.
أي شريك لحياتي يجب ان يكون منطقياً وواعياً ولا يمنعني من قيادة الدراجة.
انا عضو مؤسس في فريقنا، وانا من يبلّغ عن الرحلات عبر الرسائل القصيرة والفايسبوك .
تعرفت على مناطق كثيرة في بلدي بسبب رحلات فريقنا.
أقود بوعي وتركيز ولكن العديد من الحوادث تحدث بسبب الكثير من المجانين الذين يقودون السيارات على الطرقات.
يجب ألا يهمل الدراج ثياب الحماية وخوذة الرأس لأن الغلطة مكلفة.
أنا اشجّع الفتيات على القيادة كهواية حقيقية وليس للتباهي.
من الأمور المضحكة التي تحصل معي دائما هي ان ثقل الدراجة ليس ملائما لقامتي القصيرة، ولهذا كثيرا ما يرفع الاصدقاء الدراجة عنّي حين اعجز عن رفعها في حال تمايلت وسقطت تحتها.
لا أشعر بغرابة إنني أنثى بين الكثير من الشباب، فقد عشت حياة مشابهة أثناء دراستي الهندسة في الجامعة التي تضم 90 بالمئة من الطلاب الذكور في هذا الاختصاص.