بقلم : مدير قسم التصوير البري في مجلة صيد – عضو لجنة التوعية والتدريب في مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام – خبير الطيور فؤاد عيتاني
ان المجزرة بحق طيور المائية في محيط مطار رفيق الحريري الدولي – التي حصلت على مرأى من القوى الأمنية وبمباركة الحكومة الجديدة التي وعدت بحماية البيئة – تدل عن عجز الدولة الفاسدة في ايجاد اي حل بيئي يؤمن حماية الطيران المدني و الطيور معاً. وكالعادة لم نحصل الا على حلول تؤمن الحماية للمنتفعين والفاسدين فقط من حاشية الحكومة.
لم تقتصر الضحايا على طيور النورس فحسب فقد سجل ما يزيد عن ثمانية عشر فصيلة من الطيور المائية والبرية نذكر منها طيور النورس والخرشنات وغراب البحر والبلشونيات والزقزاقوات وديوك الماء و طير الكريم … هذه الطيور بمعظمها تتغذى على القمامة بشكل رئيسي فهي تنظّف الشواطئ بالتهامها الفضلات من مخلفات الانسان والحيوانات النافقة .
ان قتل هذه الطيور يشكل خرقا دولياً لإتفاقية حماية الطيور المائية الاورازية -الافريقية (AEWA) و اتفاقية برشلونة لحماية البحرالابيض المتوسط واللتان وقعت عليهما الحكومة اللبنانية وتنصان على حماية هذه الطيور.
في الدول الحضارية يتم دراسة وضع الطيور القريبة من المطارات الدولية وتقوم الدولة بإزالة مسببات وجودها. وفي حال عدم القدرة على ردعها تستعين الدولة باشخاص مؤهلين ومرخصين لتخويف الطيور فيتم قتل القليل منها والغير مهدد بالانقراض لتخويف وابعاد بقية الطيور وذلك بعد استشارة خبراء الطيور والجهات المختصة .
اخيراً .. وبحسب قانون الصد البري في لبنان لا يسمح بصيد اي طائر غير مدرج على لائحة الطرائد ما لم يصدر قرار عن ذلك من قبل المجلس الاعلى للصيد البري الذي يراسه وزير البيئة و الذي و بحسب مداخلة لمدير المطار الحوت لم تاخذ اي موافقة من قبل الوزير الخطيب.