أقوى الناس هو الذي يمتلك جرأة التراجع عن الخطأ، فالأنسان المتطوّر الأخلاقي المحترم لا يرضى لنفسه أن يكون مصدر ضرر للبيئة او للإنسان.. ولعل أفضل مثال على ذلك هو ما قام به فريق trigger team الخميس في 4-6-2015 الذي كان قد تعوّد على ممارسة الصيد في كل أوقات السنة، حيث قرّر وأعلن على لسان مؤسسه خالد بو يونس عدم السماح لأي عضو من الفريق او أصدقاء الفريق بالقيام بأي رحلة صيد خلال فصل الربيع من الآن وصاعدا والإكتفاء بمشاهدة الطيور وهي تتزواج وتصويرها، والقيام برحلات مغامرات لإكتشاف الطبيعة الساحرة حيث لا يجرؤ الآخرون.
وهكذا فقد انطلقت رحلة trigger team – التي شاركت فيها مجلة ” صيد ” بدعوة من قائد الرحلة خالد بو يونس، ورعاية السيد هادي نخوّل وكيل bombardier وتنظيم السيد جورجيك بيكاريان – من فاريا نحو جرود العاقورة بإتجاه جرود الهرمل في سيارات atv، التي سارت في إماكن وعرة جدا تشق طريقها بقوة وإصرار في قلب الطبيعة متحدّية كل الحواجز متنقلة بين الصخور وبقايا الثلج ومناسفه، مشرفة على بحيرات الري وشجر اللزاب وخيام البدو الرعاة حتى وصلت الى جرد (بيت دندش)، حيث كان أبو محمد ( حسين دندش) وأولاده بإنتظار بو يونس وفريقه فأستقبلوهم بذبيحة وهذه من عادات العشائر في الهرمل، التي تتميز بالكرم ومحبة الضيف.
شارك في هذه الرحلة رجال أعمال صيادين أبرزهم روجيه خوري وكيل remington، وطوني وشربل حرو، طارق عيتاني، طوني عيد، وقد قام البعض بعد الغذاء بممارسة الرماية على أهداف صلبة تأكيدا على عدم الصيد في الربيع.
وفي حديث مختصر مع بو يونس حول هذا القرار قال : نحن صيادون أبّا عن جد ولهذا لا نريد ان نسيء الى الطبيعة وإذا قمنا ببعض الأخطاء نحن نتراجع عنها، وبإمكاننا أن نكون حجر أساس حقيقي في تنظيم الصيد بالقول والفعل، لأننا كلمتنا كلمة رجال والجميع يعرف إننا حين نقول.. نفعل. وأوضح الكل يعرف مهاراتنا في الصيد ودقة إصابة أهدافنا وهي في الأصل موثقة بإفلام لا لبس فيها. وقد آن الآوان ليعرفوا قدراتنا ومهاراتنا في عالم الطبيعة والمغامرات.
من الرحلة :
– أثبت فريق trigger team خلال الرحلة براعة ملفتة جدا في القيادة الجبلية المليئة بالوعر، ولهذا فهو يستحق بكل موضوعية لقب فرسان الجرد .
– شارك في قسم من الرحلة رجل الأعمال وخبير القيادات الوعرة جورج خشان وأضطر للمغادرة بسبب أمر عاجل .
– بالرغم من إجراء عملية لظهره مؤخرا شارك روجيه خوري وكيل remington في الرحلة مؤكدا بذلك إن الشغف في المغامرة لا يمكن أن يردعه أي شيء.
– كان هناك إنسجام كبير بين الفريق من حيث القيادة والتنظيم والوعي خصوصا في الأماكن القاسية.
– تميزت الرحلة بالتقلب الكبير في درجات الحرارة بين المناطق المشمسة والمناطق التي تقع في الظل.
– الفرح والضحك والتعليقات كانوا أسياد الموقف في الرحلة.