نديم بارودي
[divider]
إن معظم الصيّادين اليوم يعتبرون أن لذّة الصيد هي مجرد إطلاق النار على الطريدة وجمع أكثر عدد من الطيور وهم لا يؤخّرون وسيلة إلا واستعملوها في الاحتيال عليها بواسطة الآلات المسجلة وغيرها.
أما قسم آخر من الصيادين – وهم أقلّية – يستعملون كلاب الصيد، ولكن الكثير منهم بعد بضعة أشهر لا تتجاوز السنة يحاولون التخلص من الكلب لكونه قد أزعجهم أو أربكهم في اقتنائه وتربيته. أما البقية وأنا أحدهم يعتبر أن الصيد برفقة الكلب هو اللذّة بحدّ ذاتها ولم أتذكر يوماً، منذ أن كان عمري خمسة عشر سنة أنني انقطعت عن تربية الكلاب.
فالصيد بنظري هو رفقة، وأخلاق، وصداقة، وهدوء. كثيراً ما قلت عند مشاهدتي تصرّف بعض الصيادين بأنه علينا تدريب الصيّاد قبل تدريب كلبه. فتدريب الكلب عملية متبادلة لأنه على الصياد أيضاً أن يفهم تصرفات كلبه. فإنني كثيراً ما أخطأت وحاولت أن أدفع الكلب إلى الوراء في الوقت الذي كان يلاحق الطريدة بطريقة جيدة ليقودني إليها.
يكتسب الصياد الخبرة بتعاطيه مع كلبه حتى قيل عنه أنه أفضل رفيق للرجل، كما أن الكلب البارع يعرف كيف يتصرّف في كل الحقول والشروط ومع جميع الطيور، لأن كل أرض لها اختصاصها وكل طير يختلف تصرّفه عن الآخر، وبالرغم من ذلك كثيراً ما نخطئ بطلقاتنا لأننا كنا نقوم بحركة أو بخطوة غير ثابتة.
هذه هي اللّذة وهذا هو الصيد، وكل طير نخطئه سوف نحترمه ونتذكّره طويلاً…