header

الصياد الشاعر عبد العزيز البابطين: أفضل مكان للصيد في العالم هو العراق

عبد العزيز البابطين

أن تكتب عن صياد شاعر مغامر ورجل أعمال كبير من طينة عبد العزيز سعود البابطين، فالحبر حتماً سيسيل فيضاً من صفات جميلة على الورق؛ لأن هذا الإنسان، ابن الكلمة الطيبة، يختزن في ذاكرته مواقف وأحداثاً ومغامرات كثيرة في مناطق عديدة جابها صياداً وشاعراً، عايش فيها البطولة والخوف والقلق والفرح فازداد منسوب شاعريته الخاصة، المنتمية إلى الصحراء، وقدم لنا صحراءه غير قاحلة إنما مزروعة بقصص عميقة في الإحساس، واسعة في الرؤية، لها مرادفاتها وعالمها الغامض المثير. كما قدم لنا شعره العربي الفصيح زاداً خصباً للمكتبة العربية، إلى جانب جائزته المعروفة وإنجازاته الأدبية وأعماله الكثيرة في إطار الثقافة على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
ومما لا شك فيه أن البابطين هو “رجال عدة” في رجل؛ فمسيرته في عالم الأعمال والتجارة، وعلى الصعد الأدبية والشعرية والاجتماعية والبيئية، وعلى صعيد مواقفه الإنسانية، ويده البيضاء التي يعرفها الكثيرون، خير دليل على خصوبة روح هذا الرجل الذي بنى نفسه بنفسه، محققاً لذاته مكانة كبيرة جعلته يحوز على أوسمة عديدة من رؤساء دول عربية وأجنبية، وعلى شهادات فخرية تقديراً لجهوده الجبارة في عالم الثقافة العربية.

 

 

الشاعر… لا رجل الأعمال
كثيراً ما يعتز الإنسان بلقب رجل الأعمال الكبير والناجح، لما فيه من وقع مالي وسلطوي مؤثّر، ولمكانته المهمة في المجتمع؛ إلاّ أن عبد العزيز اختار لقب الشاعر صفة تعبّر عن كنيته لأنها الأقرب إلى نفسه. يقول: “يولد الإنسان ويكتسب صفة رجل الأعمال، أما صفة الشاعر فتأتي في بذرة خلقه”. ويضيف: “رجال الأعمال في بلادنا العربية كثر، أما الشعراء فقلّة”.
من هنا، مارس البابطين شاعريته بحنكةِ صياد، فاقتنص أجمل المعاني وقدّمها في ديوانيه “بوح البوادي” و”مسافر في القفار”، معبراً عن علاقة الشعر بالطبيعة وتمازجه بها، قائلاً: “العلاقة مع الطبيعة ووجودنا بها هما نوع من التوجه إلى المجهول وما يحتاجه الشاعر ليفيض حبره”.
ويؤكد البابطين هوية شعره الصحراوية، فيوضح أن شعره هو “ابن الصحارى والبراري، لأنه يولد بها ونكهته مطعّمة بكل تفاصيلها”. ويضيف: “داخل المدينة لا أستطيع أن أقول الشعر، أنا أقوله في الصحارى وسط البراري وفي الصيد، ولديّ أكثر من قصيدة عن الصيد”. وهكذا، فإننا نستخلص من عنوانَي ديوانيه الشعريين مدى الارتباط الصادق لهذا الشعر بالصحراء وتعابيرها.
مرحلتان من الصيد
صنع عبد العزيز نفسه بنفسه؛ فإرادته الجبارة لم تكن خانعة ضعيفة أمام الصعوبات، بل كان رجل الأهداف الكبيرة والمهام الصعبة، وأضحى نموذجاً يحتذى به، من قبل الكثيرين الذين رأوا في شخصيته متعددة الصفات مثالاً للرجل العصامي، الذي يحقق أحلامه من دون تلكّؤ.
وقد مر بمرحلتين في عالم الصيد، الأولى، حين كان صغيراً ويذهب بصحبة والده المولع بالصيد ويتعلم أصول القنص في الصحارى ويختزن في داخله حباً لها ولغموضها وقساوتها.
والمرحلة الثانية: بعدما أسّس عمله على قواعد ثابتة (عام 1969) من خلال جهد جبار أدّى إلى نجاح كبير وإمكانيات مادية لا يُستهان بها، عاد إلى الصيد صياداً شاعراً يجوب الصحارى ويؤنس وحدتها بكلماته ومعانيها، ويعيش بها مغامراته المتعددة والكثيفة الأحاسيس، المتنوعة بين القوة والرهبة والانتصار والخوف والقلق، والأمل والغموض والدهشة، فكانت له بصمات في كل من صحارى العراق وإيران وسوريا ومصر وباكستان وأفغانستان وتركمانستان وقرغيزستان وأوزبكستان والجزائر والمغرب والسودان ومالي والصومال وأذربيجان. وقد وصل أيضاً في رحلاته حتى منغوليا.
عبد العزيز البابطين  ورفاقة
الصيد مزاج خاص 
لم تكن عودة البابطين للصيد عودة تقليدية، بل كان له مزاج خاص في تكوين نواة من أصدقاء خاصين ، وتجهيز سيارات دفع رباعي ذات قدرات عالية على تحدي ظروف الطرقات والوعر، إلى جانب العتاد المهم والصقور من أنواع عدة (الحر والشاهين والباز) والسلاح الجيد ليغوص في أعماق صحاريه صياداً من نوع خاص؛ فالرحلة عنده لم تكن مجرد قنص فقط، بل لها تفاصيلها الكثيرة الممتعة إلى أبعد حدود.
ألا ترى تناقضاً بين الشاعر مرهف الحس، والصياد الذي يعتبره الناس جريئاً في القتل؟
لا تناقض بين الاثنين أبداً. فالشاعر ابن الطبيعة والصياد أيضاً، والصيد في ديننا هو حلال، وليس قتلاً بالمعنى المجرد، شرط أن تأكل صيدك. أما أن تصطاد وترمي صيدك، فهذا حرام ولا يجوز، وهنا تكون قاتلاً. ولهذا، نحن لا نصيد الغربان والنسور والجوارح الأخرى لأنها لا تؤكل.
نرى أن معظم رحلات صيدك في صحارى دول عربية وإسلامية، ألم يغرك الصيد في الدول الأوروبية والأميركية؟
في أوروبا، الصيد محسوب علينا، الأمر الذي يفقد متعة الصيد وطبيعته، إلى جانب كثرة التراخيص المطلوبة. ولكن الأمر الأهم هو أن البيئة الموجودة عندنا غير موجودة عندهم، وأنا في الحقيقة أرتاح كثيراً في الصحارى، فهي تمتعني أكثر من أي مكان في العالم.
ويضيف: “من كثرة حُبّي للصحارى، اشتريت أرضاً في قلب الصحراء في العراق قبل غزوه للكويت، وقد أخذتها من وزير الدفاع العراقي الأسبق المرحوم عدنان خير الله طلفاح، بعدما حصل لي حينها على تراخيص من وزارة الزراعة، وقد زرعت فيها 63 ألف نخلة مختلفة الأنواع، أحضرتها من دول ومناطق عربية عدة. ويوجد في الأرض أيضاً قصر. ولكن، بعد الغزو، حُرمنا من الذهاب إليها.
ومن الأراضي التي اشتراها البابطين أيضاً خلال رحلات صيده مزرعة الملك فاروق في مصر في 1993 من الحكومة المصرية.

 

عبد العزيز البابطين مع رفاقه في جلسة صحراوية

سمو أمير الكويت رجل له باع طويل في عالم الصيد أيضاً. هل صودف أن التقيته في رحلة صيد؟

سمو الأمير صاحب تجربة كبيرة وعميقة في الصيد والبيئة، وقد التقيته في إحدى رحلات الصيد في منغوليا، واستفدنا من تجربته في اللقاء. ولكن، لم يحدث أن شاركت سموه في رحلة صيد.
صياد… يحمي الطيور والحيوانات
يمثل البابطين نموذجاً واضحاً للصياد الحقيقي المنصهر مع البيئة، والذي تولد معه حاسة الاهتمام بها والحفاظ عليها، ويولد معه الوعي الفطري الذي يلمع في الوقت المناسب ليسجل موقفاً ذا بعد إنساني عميق… وهكذا، فبعد مرحلة من الصيد، شعر بأحاسيس قريبة من “تأنيب الضمير”، كما يقول، وقرر أن يساهم مساهمة فعالة في الحفاظ على الطبيعة، خصوصاً بعدما رأى الفوضى غير المسؤولة من قبل الكثيرين من الشباب الذين يقنصون كيفما اتفق، من دون النظر إلى خطورة هذا الفعل على البيئة والإنسان. فأنشأ محمية كبيرة في السعودية تبلغ مساحتها 36 كلم مربعاً.
بعد إنشائك محمية “الرمثية” للطيور والحيونات في “الصمان” في السعودية، هل ما زلت صياداً أم خفّ ولعك بالصيد وانقطعت عنه؟
يبتسم ويقول: “ما زلت صياداً ومولعاً بالصيد كما كنت، ولكن، كنوع من المدارة والمساهمة في إقامة التوازن الطبيعي البيئي أسست المحمية في “الصمان” والتي كانت موقعاً للغزلان والأرانب البرية والنعام قبل مئتي سنة، والتي كانت تهاجر من أفريقيا إلى الجزيرة العربية قبل أن تُفتح قناة السويس، وتوقفت هجرتها لاحقاً بسبب القناة، وقد قضت تلك الحيوانات بسبب الصيد الجائر أو بسبب “المحول”، أي السنين التي لا مطر فيها. وردّاً لاعتبار هذه المنطقة، أنشأت محمية تحتوي على هذه الحيوانات، حيث اشتريت من عدة أشخاص ثماني مزارع وجعلتها محمية واحدة.
ماذا تحوي محميتك اليوم؟
هناك أرانب برية أحضرناها من الحدود السورية العراقية واصطدناها صيد اليد في الليل، ويبلغ عددها 154 أرنباً، وهي لا تتكاثر مثل الأرنب البلدي، وتولد في السنة مرة واحدة، ويوجد الحمام البلدي أيضاً، واشترينا من حكومة السودان 120 غزالاً، وقد فاق عددها اليوم الـ700 غزال. ومن جنوب أفريقيا أحضرت الحمار الوحشي والبقر الوحشي، بالإضافة إلى 104 نعامات. ولكن تورطنا بها؛ فلكثرة ما تبيض، أحضرنا 20 حاضنة وفقاسة فوصل عدد النعام إلى 20000 نعامة. عندها أشار إليّ المقرّبون بضرورة بناء مسلخ، فأقمته مع مختصين من ألمانيا، وأصبحنا نذبح النعام على الطريقة الإسلامية ونعلّبه ونبيعه في ألمانيا وماليزيا وإندونيسيا وداخل المملكة وكذلك في الكويت. ولكن هذا العمل التجاري غير مربح بسبب الغلاء الكبير للعلف. كما أسسنا دباغة لجلود النعام، وهي تعتبر أغلى أنواع الجلود في العالم، وصدرناها إلى أميركا وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
اختار البابطين إقامة محميته في السعودية بدلاً من الكويت، منعاً للعبث، فالكويت “أرض صغيرة ومن الصعب المحافظة على هذه الحيوانات في ظل وجود شباب متهور يهمه قنص أي شيء”، إلى جانب أن العلاقات الشخصية الوطيدة بين المواطنين هي أمر بارز في الكويت ولا يمكن لأحد أن يدّعي على آخر ليسجن بسبب ما قام به.
ويخبرنا البابطين عن أن الصيد في محميته غير مسموح، وهو رفض عرض استثمار من قبل مهتمين بالمحمية لجعلها حديقة حيوانات، وقال إن الدخول إلى المحمية سيبقى مجانياً.
ما هو الانطباع لدى الحكومة السعودية على عملك هذا؟
علاقتنا مع المسؤولين الكبار في السعودية علاقات أخوية جيدة وتسودها المحبة، وهناك زيارات متبادلة بيننا، وهم يقدرون هذا العمل تجاه البيئة كثيراً، ونحن ككويتيين نشعر أننا مع السعوديين شعب واحد.
لديك جائزة أدبية معروفة في العالم العربي. هل يمكن أن يكون لديك أيضاً جائزة بيئية لتحفز على العمل البيئي؟
بصراحة لا، في حياتي دائماً أقوم بعمل واحد وأجتهد بقوة لتحقيقه؛ فتبديد الجهود لا يؤدي إلى نتيجة بل يجعلك تخسر أشياء عديدة.

هل متعتك بالصيد هي المتعة نفسها في المحافظة على الحيوانات، وما هي وسيلة صيدك: البندقية أم الصقر؟

متعتي في الصيد لا تضاهيها متعة أبداً، وأنا أصيد بالبندقية والصقر، وكانت متعتي بالصيد بالبندقية منذ الستينات وحتى الثمانينات، وبعدها أصبحت أستمتع بالصيد بالصقر أكثر.
فالإنسان، حين يكبر، تختلف نظرته إلى الوجود والحياة وكل الأمور، فالصيد بالبندقية أقرب إلى الصيد الجائر، أما بالصقر فتحتاج إلى وقت كثير حيث تصيد خلال ساعة أو اثنتين واحدة أو أكثر. أما بالبندقية، فكنا نقضي على عدد كبير بسرعة، وهذا ليس جيداً لأن الصيد متعة وأكل وليس هواية قتل. كما أن الصيد بالصقر صيد تراثي مرتبط بالعادات العربية القديمة.
أي أنواع تحب صيدها؟
أحب صيد الحبارى لأنه يكون بشكل غير مباشر. أما الغزال فيكون صيده بشكل مباشر، فتشعر أنك أنت القاتل. ومع الحبارى، “الصقر هو اللي يصيد أنا مالي شغل” (يضحك).
لديك روح مرحة..
 هل لديك روح رياضية في الصيد أم تغضب إذا أخفقت؟
لا أغضب إن أخفقت، ولكن إذا رأيت صياداً آخر أغضب (يضحك ويكمل): في أحد الأيام، ونحن في العراق، دعانا أحد الضباط الكبار، وكان يأتي إلينا مع وزير الدفاع آنذاك عدنان خيرالله قبل مقتله، وقال: “تعالوا صيدوا عندي.. أكيد أنتم فقدتم عدنان خيرالله وفقدتم أيضاً حرية في المقناص”. فذهبنا إليه، إلى المعسكر الذي كنت أقنص فيه أنا وأبي حين كنت صغيراً، وقد هالني ما رأيته من كثرة الحبارى، وطلبت منه أن نقيم هناك لأجل الصيد لمدة أسبوع من دون العودة إلى المدينة، فوافق.
وفي اليوم التالي، ذهبنا إلى الصيد وعدنا، فإذا بـ”كارافان” كبير وخيام وكهرباء في المكان الذي أقمنا فيه. تساءلت لِمن هذه، فقال إنها لرجل كويتي. وأخذتني ظنوني إلى عدة أشخاص يحبون القيام بهذا، ورددت عليه: أردت أن تكرمنا وطلبت منا المجيء للقنص، ولكن كرمك ذهب لأنك أحضرت شخصاً آخر ليصطاد معنا، فرد عليّ قائلاً: “والله العظيم هالشخص عزيز عليك”. فقلت: “لو ستّين عزيز.. ولو ابني سعود يجي يقنص بغير فرقتي أزعل عليك”. وحين رآني “زعلان”، قال لي: هذا الرجل كويتي اسمه عبد العزيز البابطين”. ففهمت عندها أن الرجل أراد إكرامنا أكثر وأحضر هذا المخيّم ليقدم لنا الراحة، فشكرناه من كل قلوبنا.
لماذا تكره الصيد مع آخرين؟
أنا أحب الهدوء ولي مزاج خاص في الصيد، أمارسه أنا وجماعتي.
ما السر في اليد البيضاء التي هي جزء من رحلة كبار الصيادين من الملوك والأمراء والشيوخ ورجال الأعمال العرب؟
يا أخي، الطبيعة تجعلنا اقرب إلى الله.. فنمارس إنسانيتنا لأن ذهننا يكون صافياً ويزداد التأمل لدينا، فيقوم كل منا بالتكفير عن أخطائه من خلال عمل يرضي به الله عز وجل. ولهذا، في كل مكان نذهب لنصيد به، يجب أن نقوم بمشروع بناء مدرسة أو مسجد. وأنا، حتى الآن، بنيت 23 ثانوية من المغرب إلى قرغيزستان، وهي غير تابعة لمؤسستي، بل مستقلة. وكنت أطلب من الوزير في الدولة أن يعطينا كتاب موافقة على ثلاثة شروط كي نبني: أولاً، أن يبقى الاسم كما هو يكنى باسم الكويت. ثانياً، أن يعلموا فيها اللغة العربية. ثالثاً، أن تكون مبادئها مبادئ الدين الإسلامي، إلى جانب البرنامج الحكومي الخاص بكل دولة. وهذه المدارس نسلّمها للدولة التي بنيت فيها كتبرّع.
ابن المغامرات الخطرة 
تكثر في رحلات الصيد أخبار المغامرات، فيبالغ الصيادون في أكثر الأحيان في سرد الوقائع، حتى لتظن أنها من عالم الخيال ليس إلّا. ولكن ثمة أشخاص يعيشون مغامرات حقيقية خطرة جداً وهي موثقة بالتصوير، فتشاهدها مدهوشا كأنك تشاهد صناعة سينمائية متقنة.
ومن هنا، وخلال المقابلة التي أجريناها مع البابطين، تحدث عن إحدى مغامراته في الصيد في صحراء العراق، حين طارد ضبعاً وهو على ظهر سيارة “بيك أب” وأمسكه بذيله بعد مطاردة لدقائق معدودة إلى أن أوثق الأصحاب الضبع ووضعوه في مؤخرة السيارة.
لم يترك البابطين مجالاً لعقلنا ومخيلتنا في تصور المشهد ومدى ملامسته للحقيقة الكاملة؛ فبعدما قال: “أمسكت بالضبع من ذيله”، أكمل: “سأسلمك تصوير فيديو عن الحدث، نفذه التلفزيون الكويتي”. عندها،  شعرت أنني أمام رجل مجبول بالجرأة والإقدام وبصماته موثقة ومواقفه غير خاضعة للتأويل..  الفيديو سينشر قريبا مع فقرات من رحلات صيد البابطين المصورة
وأخبرنا البابطين بعض الأحداث التي عايش فيها الخوف والقلق وسط ليل في صحراء، من خلال ضرب قام به بعض أعضاء فرقته؛ حيث دفن جزء من بنطاله في الرمال وترك الجزء الآخر مكشوفاً، فظن الجميع أن هذا قتيل، وكانت هذه لعبة مدبرة للضحك، إلاّ أنها أزعجت الجميع بسبب خطورة وضع كهذا في تلك المنطقة.
ولم تقتصر المشاعر التي واكبت البابطين في رحلات صيده على القلق والانزعاج والخوف المؤقت فقط؛ ففي إحدى المرات، وصلت أحاسيسه إلى الشعور بنهاية المصير بعدما ذهب للصيد في مكان في صحراء ليبيا وأنتظر رفاقه في موعد ومكان محددين، وطلب من السائق تركه والمغادرة. إلاّ أن رفاقه تأخروا بسبب ملاحقة بعض الطيور، وتركوه إلى وقت لامس الليل وكاد يصبح بسبب الخوف في وسط الصحراء طريدة وليس صياداً. ولكنهم وصلوا بعدها ولامهم بشدة على هذا الأمر، فالتوقيت عنده مهم، أوليس الصيد توقيتاً بالدرجة الأولى؟..
مغامرات إنسانية لصياد
مغامرات البابطين لم تكن مجرد أحداث بطولية رجولية في عالم الصيد فحسب، بل كانت له بطولات إنسانية تجلت في إقامة صلح كبير من خلال رحلة صيد في باكستان بين الشيخ العم وابن أخيه، المتنازعين على السلطة، وهما من قبيلة واحدة التي تعتبر أكبر قبيلة في القارة الهندية، وتعدادها لا يقل عن 3 ملايين نسمة موزعة بين باكستان وأفغانستان.
وهذا النزاع الذي دام 73 عاماً من الدم، وعجز عن حلّه معظم رؤساء باكستان، كان للبابطين طريقته الخاصة في إنهائه حيث استغل مكانته الكبيرة لدى الرجلين وخطط لهذا الصلح بحنكة، مستعيناً بآيات من القرآن الكريم عن المحبة والتسامح والارتباط الإنساني، معتمداً على قدرة إقناعه، مخططاً لكل حركة وتصرف، فحقق الهدف ببراعة صياد ماهر.
 
قال في المقابلة
 
 أفضل مكان للصيد في العالم هو في “العراق لقربه من الكويت ودول الخليج ولوفرة صيد الحبارى والقطا والطيور الأخرى”.
 
فكرة ” صيد ”  مهمة وإذا كان الهدف  حماية الصيد والبيئة معاً فأنا أشدّ على أيديكم.
 
الصياد يجب أن لا يكون صيده جائراً ويكون هو أنانياً، وعليه أن يترك للأجيال القادمة شيئاً، أو بالأحرى أن يترك لنفسه اليوم.
 
الصيد متعة وليس شبعة بطن.
 
لم احب الصيد البحري يوماً،
 
 ابني سعود هو وريثي الشرعي في الصيد . وأسامه هو صياد بحري. وليس لهما اي رغبة في الشعر.
 

 

مقالات ذات صله