تميز الإعلامي الشاب المثقف طارق الزرعوني- الذي عمل في مرحلة سابقة مذيعاً في قناة الحرة- واشنطن، وفي قناة الجزيرة وقناة الشارقة في الأخبار السياسية- تميّز ببرنامجه الخاص “المقناص” الذي عرض على شاشة قناة أبو ظبي المتميزة في نسختين، والثالثة قيد التحضير. والذي أضاء من خلاله على عالم الصيد البري من زاوية مهمة وذات مستوى عال عبر استضافته لكبار الشيوخ، الذين أثروا برنامجه بحضورهم وخصوصاً الشيخ حمدان بن زايد الذي يعتبر الزرعوني أن مقابلته معه كانت النقلة النوعية لحياته بالكامل، رفعت رصيده وأعطت لبرنامج “المقناص” هيبته، وبالرغم من المقابلات التي أجراها حين كان في الأخبار السياسية مع شخصيات كبيرة أمثال بنازير بوتو وريتشارد برنستون وغيرهم، إلاّ أن مقابلة الشيخ حمدان كان لها الأثر الأكبر في نفسه لما يجسده من إنسانية عالية في شخص رجل دولة مسؤول، وصياد محترف ومحافظ أول على البيئة والذي يعتبر مقناصه العنوان الأبرز للصيد المستدام الذي استمدّه من والده الشيخ زايد.
هل أنت مرتاح لعدم وجود منافسين في الإعلام المتخصص عن المقناص والصيد، أم أنّ لديك قلقاً دائماً؟
لا أشعر بالراحة إلاّ بوجود منافسين لأجل أن نساهم بإثراء هذا النوع من البرامج التراثية نظراً لشحّة المعلومات عنها، وأنا أرى أنه بوجود أكثر من منافس نستفيد من بعضنا.ويضيف: لا أحب أن أكون الوحيد لأن أي معلومة خاطئة ستسجل عليّ وأي معلومة صحيحة سيتبناها الجميع. وأكد طارق أن “المقناص” ليس برنامجاً سهلاً ، من خلال الصعوبة في الوصول إلى الشخصيات الكبيرة جداً وأيضاً من جهة كتابة السيناريو والإخراج.
ويشير طارق إلى أنّ الإمارات بلدٌ له تراث عريق وأنّ الصقارة إحدى أبرز معالمه ولهذا كان شعار بلدنا الصقر، وأكد أنه يجب علينا أن نؤرشف تراثنا للأجيال القادمة لتكون زاداً خيّراً للمستقبل، مؤكداً إلى أن ما أنتجه في برنامجه سيكون له وقع أكبر وقيمة عالية بعد عشرين عاماً لأنه سيكون إرثاً معنوياً يسجل لدولة الإمارات وأسرتها الكريمة الحاكمة آل نهيان، الذين قدموا الدعم وكانوا حريصين على النجاح، كسموّ وليّ العهد الشيخ محمد بن زايد وسموّ الشيخ حمدان طبعاً، وسموّ الشيخ نهيان بن مبارك والشيخ سلطان بن حمدان… وأيضاً الشخصيات المهمة التي ظهرت في البرنامج من الأخوة السعوديين والكويتيين وغيرهم. ويلفت طارق إلى أنّ كلّ ما فعله هو أنه حرك المياه الراكدة في هذا المجال.
الشيوخ قدموا لك الدعم.. الإعلام هل قصّر معك؟
إن شاء الله نلاقي كل الدعم من المسؤولين.
لا تتهرّب، سؤالي واضح هل أنصفك الإعلام؟
أعتقد أن البرنامج وصل للجميع وذلك بسبب وسائل الإعلام، ولكن يبدو أن بعض الإدرات لم تنتبه إلى أهمية هذا البرنامج، وأنا أعذرهم. فلكل إدراة طريقة تفكير معينة وأهداف مختلفة واستراتيجة، ولا أُلقي اللوم عليهم، بل أتمنّى أن ينتبهوا أكثر للبرنامج، ولكن الحمدالله البرنامج مشاهد على مستوى كبير وقد حصل على جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة الدولي وفي مهرجان تونس للإعلام العربي وفي مهرجان أبو ظبي.
هل سيكرّر البرنامج نفسه في نسخته الثالثة أم أنّ هناك جديداً ؟
لم ولن أكرّر نفسي، ولو سلّمنا جدلاً أن الشخصية أخذناها في الموسم الأول والثاني والثالث فهذا ليس تكراراً برأيي، وأقصد شخصية الشيخ زايد (رحمه الله) التي لو خصّصنا لها أربعين حلقة لا يمكن أن نستهلكها. ففي الموسم الأول أخذنا الشيخ زايد من زاوية معينة، وفي الموسم الثاني من زواية مختلفة، وفي الموسم الثالث أخذناه كضيف عند الملك خالد، الملك الرابع قبل الملك فهد في المملكة العربية السعودية، في مقناص خاص به ضمّ لفيفاً من حكّام المنطقة، ومنهم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت السابق ومنهم أيضاً الملك عبدالله والملك فهد وهذه الرحلة كانت منذ خمسٍ وثلاثين سنة، إنه شيء ثمين حقاً. وسنعرضه في النسخة الثالثة قريباً.
ماذا تعلمت من رحلاتك مع الكبار؟
تعلمت الصبر وروح الجماعة والعادات السامية التي تجسد من خلال المقناص. فمثلاً سمو الشيخ حمدان كان يطبخ بيده ويقدم المساعدة لأعوانه، وسمو الشيخ نهيان بن مبارك المتواضع بشكل كبير جداً الذي كان يقدم الطعام بنفسه لأصحابه وأيضاً يطعمنا كأنه يُطعم أولاده. والشيخ مبارك بن محمد (رحمه الله) كان يتعامل معنا أيضاً كأننا أصدقاؤه وليس موظفين أو غرباء.
قال في المقابلةأمنية حياتي أن أحاور سمو الشيخ محمد بن زايد أمام الكاميرا، فهذا الرجل ينتظر الناس كلامه بشغف كما أنتظر الحوار..مقانيص شيوخنا يتم فيها إكثار الطرائد أضعاف ما يصيدون، وهذه تعتبر قواعد إنسانية وبيئية وقيماً رياضية يجب السير عليها.معالي محمد أحمد البواردي وسعادة فارس خلف المزروعي جنود وراء الكواليس في خدمة البيئة والدفاع عنها فأنشأوا الصندوق العالمي للحفاظ على طائر الحبارى.ميزة الشيوخ عندنا القيام بأعمال إنسانية في رحلات المقناص، وهذه بذرة إنسانية زرعها الشيخ زايد لحوالي خمسٍ وأربعين سنة وتبعه أولاده.دولة الإمارات هي السبّاقة وفي رأس اللائحة بمشاريعها في الحفاظ على البيئة، وهي محل إعجاب كل دول الخليج ودول العالم أيضاً.لا أعتقد أنني وصلت إلى النجومية… وأحضّر لبرنامج جديد بعيد عن برنامج “المقناص” سيكون مفاجئاً في محتواه.أعتقد أن تلفزيون أبو ظبي لم يوفق في وقت عرض برنامج “المقناص” نظراً لزحمة البرامج عندهم، وهذا يرجع لرؤية الإدارة.ستلاقون كل ترحيب ودعم من الإمارات لأن هدفكم يصبّ في نفس هدف الدولة البيئي، ويجسد نظرة شيوخنا إلى عالم الصيد، ولن يكون هناك عداوة كار بين مجلّتكم وبرنامجي فنحن وجهان لعملة واحدة.