رئيس التحرير – أدونيس الخطيب
اخبرني صياد حكايةً قصّها عليه أبوه، قال :ذات يوم وقع حريق في احدى الغابات، فهربت كل الحيوانات الى الضفة الاخرى من النهر لتحمي نفسها، ووقفت تتفرج بتأثرعلى النيران المتأججة تحرق كل ما تمسّه وتحوّله الى رماد في لحظات. ووسط هذه الحالة المرعبة كان ثمة عصفور يهرع الى النهر ويحمل في منقاره بضع قطرات من الماء ويرفرف عاليا ويلقيها فوق النار، ثم يعاود الفعل ذاته بتحدٍّ بارز مرات كثيرة الى ان انهكه التعب، وحين أنتقل الى الضفة الاخرى وأرتمى على الارض يطلب الراحة، جاءت بعض الحيوانات تسأله بسخرية عما كان يفعله في وجه هذا الحريق الهائل، فأجاب: اعلم انه لم يكن باستطاعتي ان أطفئ هذه النار ولكني فكرت ماذا سيكون جوابي حين يسألني اولادي يوما اين كنت حين احترقت الغابة وماذا فعلت ؟شكرا لك ايها الصياد .. حقا ثمة اسئلة قد توقظ انسانيتنا وتقتل الانانية فينا وترفعنا الى مستوى راق يرضي الله ويريح ضميرنا.هل حقا يفكر القواص ماذا سيقول لولده حين يسأله: اين كنت حين كان توزان الطبيعة يُدمر وتُقتل كل انواع الطيور يا أبي ؟
