لا يمكن ان تمرّ على موضوع الصيد في لبنان دون ان يلمع اسمه امامك كصيّاد محترف وكوزير بيئة له بصمة في إنجاز قانون الصيد في لبنان عام 2004 ..
فارس بويز صياد من رتبة فارس، ثقافته العميقة في عالم الصيد وكيفية حماية الطبيعة من خلاله، أتت من خبرة كبيرة كانت نتيجة غوص وتعب واكتشاف وتعلّم ومغامرة.. وهو ايضا فارس على علاقة وطيدة بالخيل، وفارس بحر قبطان يهتم بتفاصيل التفاصيل في رحلته البحرية التي يعيشها كأنه فريق كامل من البحارة..
وهذا الحديث معه لـ مجلة “صيد” اشبه بجولة عالمية في عالم المغامرات..
حاوره رئيس التحرير / تنسيق نظيرة قبلان / تصوير حسين ادريس
في صورك يوجد الكثير من الطرائد المصطادة.. الا يعتبر هذا صيدا جائرا؟
هذا الصيد ليس في لبنان انما في انكلترا وهو صيد قانوني ضمن الموسم وبرفقة ادلاء مختصين وضمن الاعداد المسموحة، وهذا العدد الكبير المتوفر من الطيور هو بسبب التنظيم الكبير والدقيق الذي يجعل هناك فائضا بسبب المال الذي يدفعه الصياد ليمارس هوايته ، ويستخدم في الحفاظ على الطبيعة وطيورها وحيواناتها.
هذا بالنسبة للطرائد ولكن ماذا عن صيدك الاسد في افريقيا؟
العدد الزائد للحيوانات المفترسة يؤدي الى الخطر واحداث الضرر، من هنا استثمرت افريقيا صيد بعض الحيوانات المفترسة المريضة والعجوزة والجريحة – التي ستموت وحدها في اقرب وقت ” بلا جميلتنا “- من ضمن خطة صيد لحماية الحيوانات، فصيد اسد ودفع ثمن صيده حوالي 30 الف يورو يؤمن الحماية والغذاء لحوالي 12 شبل .. فالمال المدفوع يذهب نصفه لصاحب الارض ونصفه لصندوق حماية الحيوانات المفترسة . وهذا الصيد ليس عشوائيا انما يكون برفقة دليل يرشدك الى الحيوان المراد صيده ايضا .
كيف ترى الواقع الحالي للصيد في لبنان؟
يوجد خطأ كبير عندنا في فهم اهمية الصيد لحماية الحياة البرية، والدولة عندنا تمارس سياسة النعامة في هذا الموضوع بسبب عدم ثقافة الصيد وعدم قدرتها على ضبط الأمر، ولهذا كان قرار منع الصيد قرارا وهميا، وكل الحكومات عندنا لم تستطع فعل شي ولم تحاول البدء بتعميم ثقافة الصيد لتمنع تدمير الطبيعة، ولهذا نرى بسببها ان واقع الصيد واقع مرير وهي تتحمل مسؤولية هذا الموضوع.
قال في اللقاء :
-
توقفت عن الصيد في لبنان لانه خطر، والكثير من الذين يمارسونه بعيدين عن ثقافته ولا يفهمون منه سوى اطلاق النار وتجميع الطيور.
-
الصيد هو فلسفة تكافؤ الفرص بين الصياد والطريدة وهذا الامر لا يفهمه الا الصياد الحقيقي.
-
هناك صيادات يحلو لهن جو رحلة الصيد فقط ، واخريات يمارسن الصيد بكل تفاصيله وبمهارة.
-
الرامية راي باسيل تحرجنا في الرماية لهذا نتجنبها ( يضحك )
-
الصيد حلقة اقتصادية تفيد الجميع، فضرائب الصيد تُنشئ محميات لحماية الطير ومزارع لممارسة الصيد ، ولهذا لا نرى في اوروبا اي مشكلة بين الجمعيات البيئية وجمعيات الصيد.
-
لا قرار سياسي بعدم فتح الموسم انما خطأ سياسي وكبير. واسهل على قوى الامن ان تنفذ قانون صيد واضح من منع غير واضح .
-
في لبنان حجج كبيرة واهية لا تمت الى الصيد بصلة، وابرزها انه لا مشكلة من صيد الطيور الغير مقيمة عندنا بأعداد كبيرة جدا لانها تمر اثناء الهجرة .. هذا الكلام غير صحيح فالصياد الحقيقي ليس مسؤولا فقط عن منطقته انما عن البيئة كلها ..
-
لست ضد صيد “عصفور التين ” ففي فرنسا هناك عصفور صغير يصطادونه ولكن ضمن قانون محدد وفي موسم قصير جدا، واعتقد ان السماح لصيد عصفور التين بالخردقة وباعداد قليلة وموسم واضح ،يمكن ان يكون حلاً لان المنع المطلق لن يلتزم به احد في ظل الصيت بطيب الطعم الذي يتمتع به هذا العصفور عند الصياد اللبناني .
-
حين كنت وزيرا للبيئة عام 2004 التقيت وزيرة الصيد الفرنسية للاستفادة من تجربة فرنسا لوضع قانون الصيد اللبناني..
-
اسست المجلس الاعلى للصيد البري لتكون جميع قطاعات الصيد ممثلة به وننشىء تنظيما وثقافة صيد، ولكني لم استطع الوصول الى شاطىء الامان في هذا الموضوع بسبب تقديم استقالتي انذاك رفضا للتمديد للرئيس لحود .
-
بدأت الصيد في الاحراش اللبنانية حين كنت صغيرا وبعدها ذهبت الى الخارج في عمر 19 سنة ومارست الصيد في انكلترا واسبانيا وايطاليا وفرنسا.
-
الصياد الملتزم في قانون وخطة صيد هو اكثر من يحافظ على الطبيعة، اما الذين يمارسون الصيد العشوائي الجائر هم الذين يدمرون الصيد والطبيعة معا.
-
صيد الاسود ليس صعبا انما خطر، وقد توفقت عن ممارسته لأن لا “مرجلة ” فيه
-
هناك محكمة فرنسية غرّمت شيخا قطريا ب 300 الف يورو بسبب عدم صيده في منطقة كبيرة استأجرها للصيد مما ادى الى دخول الحيوانات من خنازير وغزلان الى ارض الجيران واحداث اضرار بها .. وقد دفع هذه المبلغ تعويضا لهم ولانه أخلّ بخطة الصيد التي اعطيت له والتي تتضمن الاعداد المطلوب صيدها وضمن الوقت المحدد في الخطة.
-
تنظيم الصيد لا يمكن ان يتم بسنة واحدة فقط انما يحتاج الى عشر سنوات من التطور التدريجي لان الثقافة عملية متطورة متصاعدة وليست عملا فجائياً .
-
الصيد في فرنسا قضية اساسية اذ يوجد ما لا يقل عن 8 ملايين فرنسي يعمل في القطاعات المتعلقة بالصيد، وهذا ما جعل كل مرشح لرئاسة الجمهورية تخصيص فقرة في برنامجه الرئاسي تختص بالصيد، وكل نائب يترشح عن منطقة معينة يقدم رؤية او برنامج لتطوير الصيد.
-
امتحان الصيد الفرنسي اصعب بكثير من الامتحان في لبنان وهناك اسئلة شفهيّة وخطيّة وتطبيقيّة كثيرة، ولهذا يجب على الدولة عندنا ان تعدل اجازة الصيد لكل صياد يملك هذه الاجازة من اوروبا، مما سيوفر وقتا وسرعة تنظيم على الدولة.
-
فرنسا تشكو من فائض في الحيوانات والطيور بسبب تنظيم الصيد، ونحنا نشكو من قلة الطير والحيوان بسبب عدم التنظيم.
-
ذهبت الى رومانيا وروسيا لاصطياد الدبب والخنازير البرية وادهشتني طقوس صيد الدب لما تتضمن من اجلال واحترام له من اطلاق البوق حين صيده الى حمله على عربة خاصة مزينة..
-
كثيرا ما نشتري اعداد طيور معنية للصيد في اوروبا وندفع ثمنها ولا نصطادها وبهذا نكون كصيادين قد ساهمنا في اغناء الطبيعة وحمايتها
-
اخطر حدث للصيد في افريقيا واجهناه حين كنا نجول هناك ووصلنا الى تجمع من الصيادين يتحلقون مذهولين حول شجرة عليها فهدا مرقطا انقض على صياد اميركي كان يحتمي بظلالها رفعه الى الاعلى ليأكله ..
-
في حدث مفجع اخر ضمن رحلة لنا في فرنسا مقتل صياد فرنسي بسبب وزة اصطدمت بوجه بسرعة كبيرة بعد ان اصطادها ..
-
من الامور التي اضحكتنا كثيرا خلال رحلة صيد في فرنسا حين حاول صياد اصطياد بطة مرت فوقه .. القت برازها فوق راسه وتابعت .
-
الصيد عدة انواع، هناك الصيد الكثيف الذي يعتمد على كثر الطرائد ويمارس في الارجنتين، والصيد الاستكشافي الذي يعتمد على اكتشاف الطبيعة اولا، والصيد الانيق وله طقوس فخمة تتعلق بالبنادق والبدلات مثل فرنسا وبريطانيا ، الصيد المغامر في افريقيا واوكرانيا متل صيد الدب ووحيد القرن والحيوانات المفترسة.
-
في الصيد لا القاب ولا مواقع ولا اعتبار للمهن والوظائف، وصداقات الصيد صداقات حقيقية.
-
احب الصيد الانيق لانه مزيج من كل شي.
-
لا آخذ معي فريق كامل للصيد في مزرعة معينة في اوروبا بل نترك مجالا ليكون غيرنا هناك ونتعرف عليه.
-
لا يوجد عندنا اكثر من 2 % من جمعيات بيئية جديّة و 98% منها غير جدية وهدفها جمع المال من المساعدات والهبات والمنح والقاء خطابات وتصاريح فقط .
-
انا مع الجمعيات البيئية التي تواجه الصيد العشوائي الجائر، وضد التي تتهجم على الصيد بشكل جائر، وانصح هذا النوع من الجمعيات ان يذهب مؤسسوها الى اوروبا ليتعلموا من جمعيات البيئة هناك كيف يعملون لحماية الطبيعة من خلال تنظيم الصيد.
-
احب الخيل كثيرا كان لدينا مزرعة في قب الياس.
-
هناك هوايات تخليت عنها بسبب تقدم العمر(يبتسم) من الغوص الى التزلج البحري.
-
انا لست مجرد صاحب يخت يجلس على ظهر يخته ليشرب فنجان قهوة،انما قبطان فعلي يقوم بكل ما يلزم لرحلته من الفها الى يائها … اسافر كثيرا بين تركيا واليونان وقبرص واختار الخليج الهادئ جدا لقضاء رحلتي .