header

الصيد بين الفوضى والنظام – تجارب الصيادين اللبنانيين المغتربين

حوار جوسلين بوراشد البستاني

الصياد اللبناني المغترب – 2

 

المعروف أنّ الصيد هواية قديمة ومُتجذّرة في التراث اللبناني، حيث تشكّل الطبيعة الخلابة في الجبال والأودية بيئة مثالية لممارستها. مع هجرة الكثير من اللبنانيين إلى الخارج، وجدوا في بلدان اغترابهم قوانين صارمة وممارسات مُنظّمة تمنحهم فرصة ممارسة هذه الهواية بطرق مسؤولة ومستدامة.

في هذه السلسلة سنتعرف إلى تجارب صيادين لبنانيين مغتربين في بلدان مختلفة حول العالم. من خلال مقابلات حصرية، يُشاركنا وجهات نظرهم حول الفروق بين الصيد في لبنان والصيد في دول الاغتراب، وعن دور القوانين في تعزيز الوعي البيئي والسلامة.

الصياد غي محاسب– حاليًا في أميركا

في لبنان، من الصعب تطبيق واحترام قوانين الصيد، نظرًا لوجود عدة قوانين “ناقصة” يجب العمل عليها قبل إصدار قوانين خاصة بالصيد.

– عندما كنت في لبنان، وبسبب غياب التوعية وعدم وجود قوانين، “كنا نفتحلا”. أما في الاغتراب، فالصيد مُنظّم وتوجد قوانين مُحدّدة لكلّ نوع من الطيور. مثلاً في أيلول/سبتمبر، يُسمح بصيد الترغل العادي (الذي يتميز بلون أسود) بالكميات التي نرغب بها، بينما هناك نوع آخر من الترغل يُسمح بصيده بحد أقصى 13 طائرًا، ونوع ثالث يُسمح بصيده فقط باثنَين. في 30 أيلول/سبتمبر، يتوقف صيد الترغل ويُمنع تمامًا. بعد ذلك يبدأ موسم صيد الحجل، الفرّي، والأرانب، والذي يمتد على مدى شهرين ونصف، بالطبع ضمن الكميات المسموح بها.

– بالطبع، أتمنى أن أستمتع بالصيد في لبنان مع عائلتي وأصدقائي هناك، ولكنني أفضل الصيد في أمريكا لأنه مُنظم. هنا أصطاد وأنا على علم بحدودي وأحترم الكميات المسموح بها، ليس فقط تطبيقًا للقانون، بل أيضًا للمحافظة على استدامة الصيد وضمان استمراريته.

– الاستمتاع بالطبيعة والهواء النقي، والحرية بعيدًا عن ضغوط العمل والهاتف، هو ما أحبه في هذه الهواية. أحب القوانين المدروسة وأحب تطبيق الضوابط الصارمة.

– تعلمت أهمية اتباع القوانين المنظمة بناءً على الدراسات والعلوم، والمحافظة على الطيور عبر احترام مواسم التزاوج.

– “يا محلا القوانين مقارنةً بالفوضى في لبنان”. في البداية، كان تطبيق القوانين مُزعجًا وصعبًا، خاصة من حيث معرفة الطيور، سواء من حيث العدد أو الكمية أو النوع (مثل الأنثى التي يُمنع صيدها من هذا النوع). هذا بالإضافة إلى الطيور المهددة بالانقراض التي يُمنع صيدها. لكن مع مرور الوقت، وباعتبار أننا نعيش في بلد يسير وفق النظام، أصبح الأمر عاديًا وجزءًا من حياتنا اليومية.

– أنصح أولاً بتطبيق القوانين والتوعية طوعًا وليس بالإجبار. ثانيًا، تشجيع وزارة البيئة أو الجمعيات المختصة من خلال حضور الندوات والمحاضرات التي تهدف إلى المحافظة على الطيور والبيئة. ثالثًا، أنصح بممارسة هذه الهواية بوعي وليس بهدف التباهي “مين يصيد أكثر.

مقالات ذات صله