الصياد اللبناني المغترب – 1
المعروف أنّ الصيد هواية قديمة ومُتجذّرة في التراث اللبناني، حيث تشكّل الطبيعة الخلابة في الجبال والأودية بيئة مثالية لممارستها. مع هجرة الكثير من اللبنانيين إلى الخارج، وجدوا في بلدان اغترابهم قوانين صارمة وممارسات مُنظّمة تمنحهم فرصة ممارسة هذه الهواية بطرق مسؤولة ومستدامة.
في هذه السلسلة سنتعرف إلى تجارب صيادين لبنانيين مغتربين في بلدان مختلفة حول العالم. من خلال مقابلات حصرية، يُشاركنا وجهات نظرهم حول الفروق بين الصيد في لبنان والصيد في دول الاغتراب، وعن دور القوانين في تعزيز الوعي البيئي والسلامة.
تبدأ السلسلة مع الصياد أمير دمج – من برجا/الشوف- حاليًا في السعودية
– أحب الصيد في الاغتراب لأنه مُنظّم وتحت رقابة حُماة الغابات المكلّفين من اتحاد الصيادين في كل مقاطعة أو ولاية بالتنسيق مع وزارتي البيئة والداخلية. في لبنان، الصيد عشوائي ولا توجد معايير سلامة.
– تطبيق القوانين ليس مزعجًا أبدًا، بل هو ثقافة وتوعية وتأسيس.
– ما أحبه في الاغتراب هو حسّ المسؤولية لدى الصيادين. هناك اختبارات نظرية وتطبيقية للحصول على ترخيص ممارسة الصيد. الإجراءات المتخذة خارج الموسم وأوقات التكاثر تشمل مراقبة وتعداد الطرائد المحلية، دراسة المخاطر البيئية سنويًا، وملاحقة الصيادين المخالفين (braconnier). الحزم في التعامل والغرامات المالية التي تُفرض على المخالفين (مصادرة السلاح، السيارة، وحتى السجن) يعزز السلامة والوعي في استخدام الأسلحة وبيع الذخيرة. وأخيرًا، أستمتع برحلة الصيد في كل تفاصيلها.
– ما لا أحبه، هو عدم السماح باستخدام الآلات الجاذبة للطيور، التي تتعارض مع مبدإ ثقافة الاكتفاء الذاتي التي تأسس عليها الصياد، والتقيد بالأعداد المفروضة. كما أنني لا أحب الصيد التجاري في بعض بلدان أوروبا الشرقية.
– زاد لدي الوعي البيئي، وتعلمت أن أعشق الطبيعة والهواية وأدرك مدى نُبلها ومفهوم الاكتفاء الذاتي.
– أنصح الصيادين في لبنان بأن يكونوا هم السباقين في توعية القُصّر والناشئين الذين يقلّدون غيرهم في الصيد الجائر والاستعراضات الدونكيشوتية وغير المسؤولة.
– أشكر مجلة “صيد” لمواكبتنا.