شجرة اللزاب في لبنان
ينتشر هذا النوع من الشجر على السفوح الغربية والشرقية لسلسلة جبال لبنان الغربية، بين ارتفاعات متفاوتة حسب المنحدرات. لوحظ انتشارها في منطقة وادي نهر ابراهيم، أسفل قرية قرطبا على علوّ حوالي ٨٠٠م عن سطح البحر، فوجودها على هذا الارتفاع نادر جدًّا في لبنان. كما وأنها تنتشر حتى ارتفاع ٢٧٠٠م على سفوح جبال المَكمل. وقد حدّدت إحدى شجيرات اللزاب على ارتفاع ٢٩١٤م على السفوح الشرقية لمنطقة القرنة السوداء، وهي تعلو حوالي المتر عن الأرض.
على السفوح الغربية ينتشر اللزاب بكثافة بين جبة المنيطرة/أفقا في قضاء جبيل شمالًا نحو جبال أكروم في قضاء عكار، أما على السفوح الشرقية فهو يظهر بين منطقة حدث بعلبك واليمونة شمالًا نحو جرود الهرمل، كما يمكن مشاهدة بضعة أشجار في منطقة فالوغا وجبل الكنيسة ومحمية أرز الباروك.
أما في السلسلة الشرقية فتنتشر شجرة اللزاب على السفوح الغربية لجبل الشيخ ومنطقة الكفير (حاصبيا) وبعض الجرود الممتدة بين حام وطلعة موسى وصولًا إلى جرود عرسال. فتبلغ المساحة التي يغطيها اللزاب حوالي ٨٠٠٠ هكتار تقريبًا.
للصياد علاقة تقليدية وعميقة مع شجرة اللزاب، فهو يعرف الروابط البيئية، الثقافية، الصحّية والاقتصادية التي تربط بينهما، مثل:
تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وإفراز الأوكسيجين خلال عملية التنفس النباتي، مما يساعد في تحسين جودة الهواء وتوفير بيئة صحية للحيوانات والبشر.
الحفاظ على التربة والماء من خلال ضخامة جذعها وجذورها العميقة التي تمنع تآكل التربة فتثبُت، كما تساهم في تنظيم دورة المياه في البيئة المحيطة بها.
وصحيًّا يُستخدم أجزاء من شجرة اللزاب في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض والحالات الصحية.
توفير الظلّ والمأوى خلال رحلات الصيد.
مع العلم أنّها تواجه تحدّيات: مجازر القطع والحرائق، الصيد الجائر والتغيرات المناخية. لذلك يجب حمايتها وزراعتها للمحافظة عليها للمنفعة البيئية في لبنان.
لا ننسى ففي الماضي، كان الصيادون يستخدمون خشب شجرة اللزاب في بناء قواربهم، نظرًا لقوته ومتانته. كانت هذه القوارب تستخدم في الصيد التقليدي والتجارة البحرية.