بقلم جوزف أبي صعب نائب رئيس نقابة تجار أسلحة الصيد سابقاً وصاحب محلات بريشيا ميدل ايست
[divider]
الصيد ليس مجرد حمل سلاح وإطلاق نار على الطيور والحيوانات كيفما اتفق، بل هواية لها قوانيها وآدابها التي تفرّقها عن هواية القتل، والتقيّد بهذه القوانين والآداب يؤمّن الحفاظ على الحقوق بممارسة الهواية ويضمن استمراريتها من خلال وجود الطرائد. فالصيد من خلال السيارات المتجوّلة في أماكن أكل وتَظَلُّل وراحة الطرائد خلال النهار، وبواسطة الشباك والإبهار (عبر البروجيكتور) ليلاً، يحوّل أهداف ونُبل هواية الصيد إلى تهمة القتل والإبادة وجمع اللحوم. لذلك على الصياد الحقيقي الاكتفاء باصطياد كمّيات معقولة يمكن استهلاكها يومياً وأكلها وعدم تجميعها بغاية بيعها أو تخزينها مجلّدة. وعليه عدم استعمال الخِداع بواسطة الآلات الممنوعة كالدبق والمصايد والأشراك والطيور الصائحة المحبوسة خلال رحلات الصيد.
وللصيد البرّي آدابه المهمة التي يجب أن يراعيها الصيّاد المحترف. ومنها أن لا يقترب من زميلٍ صيّاد لأقل من 60 متراً ، كما يجب إعلامه بمكان وجوده كي لا يقع الخطأ المميت، أيضا يجب أن لا يطلق النار على طريدة يزيد علوّها عن خمسين متراً لئلاّ يجرحها وتموت بعيدة بدون فائدة، او على هدف يقلّ علوّه عن ثلاثة أمتار او على طريدة مصابة من قبل صياد آخر لئلاّ تسبب إحراجاً للاثنين. ولا تقف آداب الصيد عند حدّ معين بل تصل إلى أبعد ما هو ممكن من التعاون من خلال مساعدة زميل في الحصول على الطريدة المصابة عند الفراغ لئلاّ تموت بدون فائدة.
ان استعمال السلاح في الصيد ليس مسالة لهو ولعب، إنها مسألة تحتاج إلى الإحترام والحذر، لذلك ينبغي أن يكون الصيّاد حذراً في عملية التصويب وان يطلق مفتاح الأمان فقط عندما يكون جاهزاً لإطلاق النار، كما يجب عليه أن يعرف تماماً أين يصوّب ، ويجب أن لا يطلق النار إذا كانت الرؤية غير واضحة بسبب غبار أو ضباب أو نور الشمس القوي، وعليه أيضا ألاّ يصوّب سلاحه إلى أي شيء خارج موضوع رمايته، فالسلاح خطر وعلى الجميع تحاشي اللعب والمزاح به، ومن هنا عليه عدم حشو السلاح إلاّ عند الوصول إلى المكان المقرر للصيد، كما يجب إفراغ السلاح فور الإنتهاء من الصيد والاقتراب من الآخرين.
وقد لحظ القانون الجديد بنوداً تحذّر بشكل واضح من الاقتراب من المنازل أو دخول البساتين والحدائق والأماكن المسيّجة للصيد أو للحصول على الطريدة، أو إطلاق النار على أسلاك الكهرباء والهاتف تحت طائلة مصادرة السلاح، أو دفع غرامات مالية وصولاً إلى السجن.
أما في حق استعمال السلاح، فيحقّ لكل إنسان بلغ الثامنة عشر من عمره ويتمتّع بصحّة جيّدة، ويملك إفادة من الطبيب بأنه لا يشكو من عاهة ما ونظره جيّد وأعصابه متينة، أن يحصل على رخصة اقتناء واستعمال كل أنواع أسلحة الفئة الخامسة في لبنان، وهذه الرخصة تعتبر مؤبدة لانها تُعطى لمرة واحدة ولا داعي لتجديدها، بينما رخصة الاصطياد هي رخصة سنوية ولها رسمها السنوي المالي.
واليوم في ظل القوانين الجديدة لم يعد يمكن لأي شخص استعمال السلاح إلا بعد الخضوع لدورة وامتحان في أندية متخصصة يتعلم فيها كيفية استعمال السلاح، وكيفية تنظيفه، وكلّ ما يتعلق بجوانب هذا الموضوع، وهذا أمر مهم للغاية لأنه يخفّف من فوضى استعمال السلاح التي تشكل خطراً على الإنسان والبيئة.