header

كي لا تكون العيون عوراء في النظر الى الصيد .. و ”Trophy Hunting” صيد شرعي ومنظم ..

حيوانات صيد الجوائز 4

خلال الايام القليلة الماضية ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لصياد لبناني يدعى هادي ق. مع طرائد صيد كبيرة كان قد اصطادها خلال رحلات صيد في افريقيا.
صورهادي اثارت بلبلة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و اثارت غضب الرأي العام، ودفعت بعض المدافعين عن حقوق الحيوان والجمعيات البيئية الى مهاجمة الصيد على اشكاله وقامت بالتشهير بهذا الصياد قبل التأكد ان كان صيده قانونيا او لا.
السؤال المطروح هنا لماذا هوجم هادي بهذه الطريقة قبل التأكد من شرعية صيده؟ ولماذا لم يشهر بغيره من اللبنانيين الذين اصطادو طيور أو حيوانات من غير الطرائد او خارج موسم الصيد بهذه الطريقة؟ هل ارواح بعض الطيور والحيوانات ارخص من غيرها لهذه الفئة من الناس؟ ام هذا ناتج عن قلة معرفة و دراية بطرق الصيد العلمية المعتمدة في الخارج؟
صيد الطرائد الكبيرة و المعروف بصيد الجوائز ”Trophy Hunting” هواكثر انواع الصيد المثيرة للجدل حول العالم و له معارضون اقوياء و مؤيدون اقوى. البعض المعارض يعتبره صيد طرائد كبيرة مسألة اخلاقية و البعض الاخر و لا سيما العلماء يعتبرونه بديل عن الصيد الجائر و ضرورة للحفاظ و لادارة ما تبقى من ثرواتنا الطبيعية.
صيد الجوائز بغض النظر ان كنت من مؤيديه او لم تكن هو صيد شرعي ومنظم وعلمي يعتمد في كثيرمن دول العالم و خاصة في القارة الافريقية التي تكثر فيها الحيوانات البرية الكبيرة. عادة ما يكون محصور هذا النوع من الصيد بطبقة من الاثرياء التي تتوفر لديهم القدرة المالية على دفع رسوم مرتفعة نسبيا لرخصة صيد طريدة كبيرة لها مواصفات محددة و مدروسة يعود مردودها بشكل كبيرو مباشر للحفاظ على الفصيلة نفسها اوغيرها من الفصائل المهددة. في هذا النوع من الصيد يقوم الصياد بالاحتفاظ بأجزاء من الحيوان “كجوائز” (عادة الرأس أو الجلد أو القرون) وتستخدم الطريدة نفسها على حسب نوعها كطعام أو يتم التبرع بها للمجتمع المحلي.
يدر صيد الجوائز بما يزيد عن مئتي مليون دولارأميريكي سنويا على الحكومات الافريقية التي تستعمل هذا المال لانشاء محميات طبيعية و المحافظة على الحياة البرية فيها و وقف الصيد الجائرعبرتأمين بدائل و فرص عمل لصيادين محلين سابقين داخل المحمية.
و على الرغم من انني شخصيا لا احبذ صيد الجوائز و بالاخص صيد الحيوانات التي لا تؤكل و لكنني اعي تماما بان هذا النوع من الصيد قد اثبت و بشكل علمي و قاطع انعكاسه الايجابي على الكثير من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض و التي بدأت اعدادها تزداد شيئا فشيئا كمثال الوعل الافغاني و غيره من ثديات افريقيا الكبيرة.

فؤاد عيتاني
رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان
مدير قسم الصيد والتصوير البري في مجلة صيد
رئيس لجنة التوعية والتوجيه في مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام

حيوانات صيد الجوائز 5حيوانات صيد الجوائز 2حيوانات صيد الجوائز 1حيوانات صيد الجوائز 3

مقالات ذات صله