لوحظ في الفترة الاخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهافت بعض مجموعات الصيد البري في لبنان لاطلاق سراح طيور الحجل في البرية.
على الرغم من ان نية البعض هي تحسين مكانة هذا الطائر في لبنان الا ان العمليات الغير مدروسة لاطلاق هذا الطائر قد تعرضه و غيره من الطيور و الحيوانات البرية للخطر.
تعتمد الوزارات المعنية و الجهات المختصة حول العالم على نهوج قائمة على العلم لقياس أي آثار سلبية لإطلاق الطيور الطرائد كالحجل في البرية وتضع حلول حيث تحدث هذه الآثار قبل اطلاق سراحها.
تقوم بتحديد الفوائد على الموائل والحياة البرية المرتبطة بالإفراج عن تلك الطيور, فتمتنع عن الافراج عنها في الموئل الغير مناسب.
كما انها لا تطلق الطيور المريضة أو الغير صحية, فجميع الطيور المطلقة تخضع لكشف صحي من البيطري.
لضمان فرصة اكبر لنجاح عملية الافراج عادة ما تكون الطيور المطلق سراحها طيور برية نقلت من مكان الى اخر و كشف عليها، تليها الطيور التي تربيها الأم (تربى من قبل الآباء والأمهات الحوامل) في اقفاص كبيرة في بيئة مشابهة للطبيعة تعرف بالمطير حيث يترك للطيور مساحة واسعة للطيران. اما بالنسبة للطيور المرباة صناعياً في المزارع فنسبة تكاثرها في الطبيعة ضئيل جدا.
ما هي اذا الاضرار التي يمكن ان تؤثر على طبيعتنا اذا كانت عملية الافراج عشوائية؟
لنسلم جدلا بان بعض الطيور المطلق سراحها مصاب باحد انواع انفلونزا الطيور او غيرها من امراض الطيور فهذا قد يؤدي الى هلاكها وهلاك بعض الطيور البرية التي قد تصاب بالعدوى ناهيك عن اصابة بعض الحيوانات البرية التي تتغذى على تلك الطيور.
كما ان اطلاق سراح طيور مربات صناعيا تنقصها غريزة الهروب او لا تجيد الطيران جيدا هي هدف سهل للثعلب و ابن اوى مما سيزيد اعداد هذه الحيوانات المفترسة ويدفع بها لصيد عدد اكبر من طير الحجل البري و غيرها من الطيور و الحيوانات محدثا خللا في المنظومة البيئية.
مشكلة اخرى قد تواجهنا هي إطلاق سراح حجل قد يشبه حجلنا لحد كبير لكنه من جنس مختلف سيؤثر سلبا على حجلنا الوطني في حال تكاثر معه.
لا يكفي ان تكون النية حسنة فحسب, فاي خطاء بيئي قد يعتبر كارثي و ياخذ سنوات عدة لاصلاحه. كما تقول المقولة الانكليزية الشهيرة : الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!
اعداد فؤاد عيتاني
مدير قسم الصيد والتصوير البري في مجلة صيد
رئيس لجنة التوعية والتوجيه في مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام
رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان