الضبع المخطط (striped hyena (Hyaena hyaena، هو أصغر أنواع الضباع الثلاثة والوحيد بينها الذي يسكن لبنان، يبلغ ارتفاعه حتى الكتف 70-80 سنتم، ووزنه الأقصى قد يصل إلى 50 كيلوغرام، أي أن حجمه يضاهي حجم كلب الراعي أو أكبر قليلاً، يتميز بفروه الأبيض المخطط بالأسود والشعر الطويل الذي يكسو ظهره، عندما يشعر بالخوف ينتصب شعر ظهره فيبدو أكبر حجماً بنسبة 35% والهدف من ذلك اخافة الاعداء.
الضبع المخطط حيوان قارت، أي أنه يتغذى بشكل أساسي على الفضلات والجثث ومشهور بأنه الحيوان الوحيد القادر على طحن وهضم العظام. وهكذا لقب بزبال الطبيعة، بالإضافة إلى ذلك فانه يتغذى على الفواكه الموسمية وأحياناً قد يصطاد بعض الحيوانات الصغيرة كصغار الخنازير البرية ولذلك فانه يلعب دور أساسي في السيطرة على أعداد الخنازير البرية.
لم تسجل في لبنان أي حادثة هجوم حقيقية قام بها ضبع على الناس، وبالرغم من ذلك يظهر حقد الكثيرين من الجهلة على هذا الحيوان المسالم من خلال حالات قتل عشوائية ان كان رمياً بالرصاص أو دهساً بالسيارات أو غيرها، فلطالما حاك الأجداد قصصاً عن مواجهات دونكيشوتية مع الضباع وربطوها بالسحر والشعوذة…حتى وصل الحد إلى اعتبار قتل الضبع عملاً بطولياً وفخراً مجهول السبب، فلسبب ما يعتبر قتل هذا الحيوان المشهور بجبنه وبخوفه الشديد من الإنسان تأكيداً على “رجولة” قاتله.
عالمياً يقدر العلماء بأن أعداد الضباع المخططة لا تتجاوز ال9500 فرداً وهي في تناقص مستمر بسبب القتل العشوائي وتقلص المساحات الخضراء، في لبنان لا تتم حماية هذا الحيوان الرمزي كما يجب، فحملات التوعية حول المحافظة عليه وإدراك أهمية دوره في النظام البيئي اللبناني الهش خجولة نسبياً، والقانون لا يحميه بشكل واضح وصريح كما يجب باستثناء بعض حالات الادعات عند حدوث حالات قتل ولكن تبقى معظم حوادث قتل الضباع دون أي محاسبة أو تحرك رسمي.
اعداد عبد الهادي صعب
