الشهامة والعز والرجولة صفات لا يمكن ان تأتي من فراغ إنما من جذور عميقة مرتوية من عطر الأخلاق والقيم، ومن صدق الأحساس بنبض الفروسية.
زياد الخازن الفارس والصياد والمحامي إبن زغرتا، الهادئ في طبعه، الشرس في تحدياته الواثق من هدفه، حمل هذه الصفات صغيرا ونما عليها كبيرا وكانت كلمة ولده له ” لا تفعل شيئا في السر” نقطة تحول جعلت من الفارس الصغير- الذي إشترى حصانا في السر – فارسا كبيرا في العلن على صهوة أحصنته وفي مواقفه في الحياة، وهذا ليس بمستغرب عن شخص عاش في ظل الوالد رامز الخازن رئيس بلدية زغرتا ومدير عام وزارة الإعلام اللبنانية سابقا، الذي ترك بصمة في الحياة السياسية في لبنان وهو الى جانب الرئيس الراحل سليمان فرنجية.
ما قصة شراء حصانك في السر؟
حين كنت في السابعة من عمري بدأ إهتمامي في الخيل حين كنت أرافق أبي المقرّب جدا من الرئيس سليمان فرنجية الى مزرعته في منطقة سبعل، حيث كان الرئيس يقيم مأدبة غذاء عائلي كل يوم أحد، وكان هناك حصانين كانا السبب في تعلقي في عالم الخيول، ثم توطدت العلاقة اكثر حين بدأت أركب بشكل يومي على حصان لجارنا المزراع في مزرعته، والذي وثق بقدرتي وأصبح يتركني أذهب وحدي معه لمسافات أطول. وهكذا وثقت بنفسي وبعشقي وشغفي أكثر لهذه الرياضة، وطلبت من والدي شراء حصان لي فرفض بحجة صغر سني ومحاذير الوقوع عن ظهر الحصان. عندها بدأت بجمع المال الذي كنت أحصل عليه من الأهل خلال الأسبوع وفي الأعياد والمناسبات، وأشتريت حصاني من بلدة الخالدية ووضعته عند جارنا المزراع ودفعت له مبلغا من المال ليعتني به .. لكن والدي عرف من السنة الناس إنني أجيد ركوب الخيل ففرح كثيرا بقدرتي الا انه أنّبني قائلا ” لا تفعل شيئا في السر “، ثم سألني كم دفعت ثمن الحصان فأخبرته، وأعطاني المبلغ الذي كنت قد دفعته. وهكذا دخلت الهواية بشكل حقيقي في عمر 14 سنة.
هل تشجع أولادك على ركوب الخيل أو تخاف عليهم مثل خوف والدك ؟
بدأ أولادي تعلم الفروسية في عمر 5 سنوات وهذه الرياضة تستوجب الجرأة أولا، ولا يمكن أن ينجح فيها الشخص إذا لم يكن يحبها، والحب والتدريب يعطيان الأمان واليوم أصبحوا متقدمين في الهواية وهذا شيء يسعدني جدا ولا يخيفني .
هل لديك شغف في الصيد كما في الفروسية ؟
الصيد والفروسية هما رياضة وهواية في نفس الوقت، وفي منطقتنا زغرتا يقال” الولد من بطن أمو بيطلع صياد ” وأنا أحب الصيد جدا وعلاقتي به علاقة موسمية ، فأنا لا أصطاد إلا في الموسم ولا أقنص أبدا الطيور المفيدة للطبيعة ولا الطيور النادرة، ولا أحمل بندقية في فصل الربيع ( فصل التزواج ). أما علاقتي بالفروسية فهي علاقة يومية فأنا اتمرن كل يوم من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة.
قال في اللقاء
– الفروسية مطبوعة في تاريخنا الإهدني من يوسف بك كرم الى الرئيس سليمان فرنجية.-سهام تويني فارسة مهمة، وقد عُرفت أكثر من غيرها لأنها من الوجوه الإعلامية، ولكن في لبنان أيضا فارسات مهمات وقديرات جدا.
-أصطاد فقط مع صديق يتمتع بالأخلاق العالية والخبرة وإحترام الطريدة ( صياد شبعان) وكثيرا ما تهرب الطريدة منّا ونحن ( عم نتعازم عليها ).
-لا اؤمن بالصيد مع الأرغيلة ولا أعتبر صيد الليل صيدا، وأحب صيد الفرّي والسمّن. ومن يقتل الطيور دون تمييز بين المسموح والممنوع ليس بصياد.
-أنا أبن القانون والفروسية، وهما لا يتعارضان إنما يتكاملان، وقد أثرت الفروسية في شخصيتي كمحام لأنها تنمّي الجرأة والإتزان.
-أحب قفز الحواجز ولا يمكن أن تصلي الى متعة حقيقية في الفروسية دون القفز.
-لا يجب أن يقفز الحصان يوميا، فقط مرتين على الأكثر في الأسبوع ولهذا أقتنيت 3 أحصنة حرصا على صحتهم.
-الفروسية يجب أن تمارس بشكل يومي وإذا غبتِ عنها تشعرين نفسك مبتدئة في كل مرة. ولهذا جعلتها جزءا طبيعيا من وقتي.
– إذا لم يكن من إنسجام كليّ بين الفارس والحصان كجسد واحد. يكون هناك نقص في الأداء. ولهذا نرى غير المحترفين يلجأون الى العضلات والضرب، حين يفشلون.
– هواياتي الأخرى التصوير، الغطس، القوس والنشاب ،وهناك هوايات أمارسها في أسفاري متل البارابانت، القفز الحر، أما النادي الرياضي فإني أذهب اليه 5 مرات في الأسبوع.
-الحصان يعرف حتما مقدرة الفارس أو الفارسة التي تعتلي ظهره، وبما أن لكل خيل طبعه وطريقته فالفارس الذي يريد أن يفرض أطباعه على أطباع حصانه يفشل.
حوار دونا قزي
