من الطبيعي جدا لعين تعوّدت أن ترصد اهدافها بسرعة ودقّة وذكاء في عملية الصيد ان تقنص الطيور بعدسة كاميرا وتحقق مشاهد رائعة.
” صيد ” التقت في عمان الصياد الأردني عقبة فرج الذي تحوّل الى مصور يصطاد الطيور بعدسته بعد أن توسعت معارفه وزادت ثقافته في عالم الطبيعة، خصوصا بعد مرافقته لصديقين له ابراهيم وشريف من جمعية ” بيرد لايف انترناشيونال “عام 2000 في رحلة بريّة شاهد خلالها طيورا عديدة لم يكن يدرك حينها انها على شفير الانقراض، ولم يكن يعرف شيئا عن اهمية الطيور في حفظ التوازن البيئي .
يقول عقبة الذي تعلم الصيد في عمر 12 سنة : المعرفة عندي لم تكن موجودة في الأصل وكنت أصطاد ايّ طائر اصادفه في طريقي، فإذا كان يؤكل احمله معي واذا لا، ارميه وامشي دون معرفة دوره واهميته في حياتنا. ويكمل : لقد حصلت على المعرفة بشكل تدريجي من خلال النزاهات التي كنت اقوم بها مع جماعة ” البيرد لايف ” ولم اكن انتبه الى الطيور وحركاتها وجمالها لانني كنت انظر اليها كقناص فقط يهمه ان يقتلها.
هل تخليت عن الصيد لأجل التصوير ؟
ابدا.. انا ما زلت صيادا وهذه الصفة تعنيني جدا، ولكني صياد له معرفة في عالم الطيور وهوايته ايضا ان يراقبها ويصورها، فالتصوير ممتع كالصيد ، فلا أجمل ما ان تبقي الطائر حيا في صورة .يمكنك مشاهدتها دائما خصوصا الطيور المهاجرة او المهددة بالإنقراض
كيف تتعرف الى انواع الطيور التي تصورها خصوصا انه عالم واسع وانت لم تكن تعرف عنه شيئا؟
لقد اعطاني صديقي شريف الدليل الحقلي للطيور المهاجرة في الشرق الاوسط، وصرت حين اعود من كل رحلة صيد وتصوير اقارن الطيور التي صورتها في الرحلة بالطيور الموجودة في الكتاب واقرأ كل ما يتعلق بها من معلومات وخصائص وهذا ما رسخ معرفتي أكثر فأكثر.
ما هو اكثر موقف أثر بك خلال هذا التحوّل؟
أكثر ما أثّر في نفسي خلال رحلة استكشاف مع جماعة ” البيرد لايف ” وسيدة بيئية فرنسية، حين شاهدنا بقايا جثة نوع من العقبان قالوا انها مهددة بالإنقراض ولا يوجد منها سوى 5 او 6 طيور في العالم تعيش بين الاردن وفلسطين.
قال في اللقاءأتمنى العودة الى الوراء لأمتنع عن ممارسة ما كنت افعله بحق الطير.لأنني صياد كنت اعرف مناطق اكثر من جماعة ” البيرد لايف ” وكنت اساعدهم في معرفة مناطق الطيور.الطائر الذي اصوره يتحدث عن موهبتي اما الذي اقتله سيبقى صامتا..إصطياد طرائد الصيد يجعل منك صيادا ماهرا، واصطياد الطيور المحلقة يجعل منك مجرما جاهلا.أحب لقب الصياد وأشعر بفخر انني اثرت بطريقة ايجابية على من حولي من مصورين وصيادين.لدي مجموعة مهمة من الصور وقد شاركت ب 50 منها في معرض بانوراما البحر الميت في اليوم العالمي لهجرة الطيور.كنت اشعر ان “الجمعية الملكية لحماية الطبيعة” عدوة لي لانني لم انظر اليها الا بعين صياد يريد ان يقنص وهي تريد منعه.هناك خيوط تواصل بين “الجمعية الملكية ” والصيادين نتمنى تفعيلها لان الحوار يؤدي الى نتائج ايجابية.انا همزة وصل بين الصيادين والبيئيين واؤكد ان الصيادين يحبون المعرفة .احلم بإصدار كتاب عن تجربتي كصياد ومصور متخصص في الطيور.