كميل دوري شمعون حفيد الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون وابن اخ رئيس حزب الوطنيين الاحرار الراحل داني شمعون… تلك العائلة التي تميزت بمحبتها الفائقة لهواية الصيد فمارستها بطريقة حضارية من دون ان تسيء الى البيئة.
خاض كميل دوري شمعون غمار البر والبحر فعرف الكثير عن الطبيعة واحبها ورأى ان الصياد الحقيقي هو عيون وآذان الطبيعة وحاميها الاول.
المعروف انك من هواة الصيد البري والبحري… الى اي نوع من الصيد تجد نفسك اقرب، ولماذا؟
الصيد بحد ذاته يشكل لي متعة كبيرة، اكان صيد بر او صيد بحر، فهو يخرجني من روتين الحياة وهمومها، ولكن لكل نوع صيد ميزته؛ فالصيد البحري صيد هادئ بعيد عن الناس والرحلة البحرية تنعش النفس بغض النظر عن حصيلة الصيد من الاسماك. اما في الصيد البري فهناك تنوع اكثر من خلال المناطق ونوعية الطريدة، والتعرف على مجتمعات عديدة. ولكن هناك مشكلة في الصيد البري عندنا؛ اذ انه بالرغم من منعه رسميا فهو يمارس بشكل عشوائي ويضر بالطبيعة، وقد اصبحت رحلات الصيد عندنا رحلات مجازر بسبب عدم تحديث القوانين وتطبيقها بصرامة، وقد اصبح الصياد عندنا بسبب عدم التوعية والمتابعة صيادا خطرا على البيئة، ولهذا لم اعد اجد متعة في الصيد البري في لبنان..
الى اي مناطق او دول تقوم برحلات صيد؟
اذهب للصيد في فرنسا عند اختي في المزرعة؛ فهناك ارانب وطيور وغزلان كما ان الصيد هناك منظم ولا يمكنك ان تصطاد من دون رخصة او ان تكون صيادا من دون ان تخضع لفحص طبي كي لا تكون صيادا خطرا وتقدم امتحانا امام لجنة خاصة بعد قراءة كتيب عن الصيد من قوانين وتوجيهات تعرف من خلاله ماذا تصطاد وما هو العدد المسموح لك به من الطرائد، وفي اي موسم يمكنك الصيد. والجميل ان هناك حراسا للاحراش يحاسبون المخالفين، والاهالي يتعاونون معهم لاجل حماية البيئة فيتصلون بهم عن مشاهدة اي مخالفة.
انت حفيد الرئيس الراحل كميل شمعون، هل تقربت من الصيد لاجل الحفاظ على هذا الثرات العائلي ام ان هناك اسبابا اخرى دفعتك الى ممارسة الصيد؟
نحن تربينا في جو الصيد ومن شب على شيء شاب عليه. لقد كنت ارافق جدي وانا في العشرين من العمر الى مناطق عديدة في رحلات صيده، خصوصا الى منطقة خاصة لصيد الملك الاسباني خوان كارلوس حيث كنا نصطاد الحجل الاحمر الذي اعتقد انه لا يتواجد الا في تلك المنطقة فقط. وقد تعرفت من خلال رحلات الصيد على اهم واشهر الصيادين الذين يحترمون البيئة.
حين كان الرئيس شمعون يخفق في الصيد ماذا كان يفعل؟
في المرة الاولى لم يكن يفعل شيئا، اما في المرة الثانية، فكان يظهر الامتعاض على وجهه، اما في المرة الثالثة فيتفجر الغضب… “ويتابع”: كلنا حين نخفق يتفجر الغضب فينا انها ميزة الصياد. “يضحك”
لو كان الرئيس شمعون اليوم موجوداً كرئيس جمهورية، ماذا كنت تطلب منه ان يفعل لاجل الصيد في لبنان؟
اطلب منه اعادة النظر بقانون الصيد اللبناني الذي اعتقد انه بحاجة الى اعادة تأهيل، كما اطلب منه ان يجهز فصيلة من قوى الامن مهمتها مراقبة الصيد والاحراش لحمياتها من الحرائق والتشوهات بسبب رمي النفايات، وتكون هذه القوى ذات صلاحيات واسعة لتحاسب وتضع الجميع تحت القانون، لاننا بحاجة ماسة الى حماية امن البيئة. كما اطلب ان تعتمد في الصيد الطلقات التي تذوب في الطبيعة نتيجة الماء كما في اوروربا، كي لا تتسخ بلادنا اكثر بتلك الطلقات البلاستيكية المشوهة لجمال الطبيعة والمضرة بالبيئة. وايضا اطلب ان يخضع الصياد الى فحص طبي يؤكد سلامة نظره وسمعه ليمارس الصيد والى امتحان يتأكد من خلاله قدرته على استعمال البندقية بشكل صحيح كي لا يشكل خطراً على رفاقه، خصوصا انه في مواسم الصيد عندنا يصاب الكثيرون نتيجة اخطاء من آخرين.
ما هو دورالصياد تجاه البيئة برأيك؟
هناك انسجام كبير وترابط بين الصياد والبيئة. فالصياد الحقيقي هو عيون وآذان الطبيعة وهو اكثر من يحدد الضرر في البيئة ويستطيع ان يحميها من خلال ثقافته وخبرته في الطبيعة، ولكن الصياد العشوائي هو من يفتك بكل شيء ويمارس الهواية بشكل عبثي لقلة هذه الثقافة. كما اريد ان الفت الى ان هناك ايضا من يفتك بالطيور اكثر من الصيادين وهم المزارعون الذين يستعملون المبيدات الخطرة التي تؤثر بشكل كبير جدا على الطيور وتبيدها
هل ترى ان الصيد هواية رجولية فقط ام انثوية، وهل تفقد المرأة انوثتها اذا مارست القنص؟
الصيد هواية للجميع ولا فرق بين انثى وذكر، والمراة لا تفقد انوثتها اذا مارست الصيد، فأنا اعرف الكثير من الصيادات الماهرات، ومنهن التي تصطاد بالقوس والنشاب ايضا، كما ان اختي هي صيادة ماهرة وحائزة على بطولة للرماية في فرنسا. واريد ان اشير الى ان المراة كانت رمزا من رموز الصيد في الاساطير القديمة؛ ففي التاريخ اليوناني كانت الهة الصيد “آرتميس” وعند الرومان كانت الالهة “ديانا”. ولكن الفرق بين الرجل الصياد والمراة الصيادة ان المراة تلبس ثيابا للصيد ملفتة واجمل من ثيابنا. “يضحك”…
انت ابن بيت سياسي هل ترى ان هواية الصيد تجمع بين السياسيين وتخفف العداوات ام ان لا تأثير لها ابدا؟
الصديق يكون صديقا اذا كان من الخط السياسي نفسه او لم يكن، وانا اشعر ان كل صياد يحترم البيئة ويحافظ عليها ويكون خلوقا في تعاطيه معها، هو صديق لي مهما كان انتماؤه السياسي، فنحن نتتمي معا الى حب الطبيعة والصيد.
اي نوع من المتعة تقدم لك رحلة الصيد، وهل لديك هوايات اخرى؟
هناك متعة كبيرة في رحلة الصيد، من الاستيقاظ باكرا الى تناول الفطور بين الاصدقاء ومشاهدة شروق الشمس، والاحساس بلسع الهواء البارد، الى جانب التعليق الساخر على بعضنا البعض، خصوصا على من اخفق او اصطاد اقل من غيره، والاشادة بمن غنم كثيرا من رحلته وشعوره بالفخر انه “شيخ الصياده”. والنسبة لهواياتي الاخرى، فإنني امارس التزلج على الثلج وعلى الماء والعب التنس واسمع الموسيقى.
في الصيد عادة ما تحدث اشياء طريفة وغريبة، اخبرنا عن امر حدث معك.
حدث طريف حدث معي حين كنت في رحلة صيد الارانب في البقاع الشمالي في جرود الهرمل؛ فبعد اصطياد عدة ارانب جلست مع الاصدقاء نحضر الطعام، واذ بي ارى كلبي – وهو نوع من كلاب الصيد صغيرة الحجم- قادما يحمل بين فكيه ارنبا فنظرت الى الارانب المعلقة التي اصطدتها فلم تكن ناقصة العدد، فأدركت ان الكلب فهم طبيعة الرحلة وقرر ان يشارك بها على طريقته فأخذت منه الارنب وسلخته وعلقته. وبعد فترة من الزمن رأيته يحمل ارنبا اخر، فضحكنا كثيرا لهذا الصياد الماهر الذي استطاع فرض وجوده بيننا من خلال اكمال المهمة التي ساعده به جسمه الصغير، حيث تمكن من الدخول في السراديب التي يقطنها الارانب واصطيادها د. ويضيف كميل: كان صيادا ماهرا ولكنه كان بحاجة الى رخصة. “يضحك”…
قال في المقابلةابتعد عن صيد “التونة بلوفين” لانها من الاسماك المحمية عالميا وخوفا من انقراضها.تتميز زوارق الصيد بإنخفاضها وقربها من الماء ليستطيع الصياد ان ينتشل السمك الكبير من الماء بسهولة.الانانية غير مستحبة في الصيد، والرحلة تكون جميلة بوجود العديد من الصيادين خصوصا ان الاسماك تكفي للجميع.هناك تلوث صوتي كبير عندنا وهو خطر جدا ويؤثر على الاعصاب، اذ ليس من المسموح ان يمارس احد الصيد قرب اماكن سكنية ويزعج اهلها.للصحافة دور كبير في التوعية، وانتم من خلال مواضيعكم المتنوعة ومقابلاتكم من الشخصيات المهمة والمؤثرة، تساهمون في تحقيق الرسالة التي نحملها جميعا وهي تنظيم الصيد والحفاظ على البيئة معا. واتمنى ان تنجحوا في هذه المهمة.