header

سمو الشيخ حمد الشرقي حاكم الفجيرة يحدث “صيد” عن الراحل زايد بن سلطان

سمو الشيخ حمد الشرقي حاكم الفجيرة والراحل زايد بن سلطان

إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لم يكن قائداً وحاكماً فحسب، بل كان أباً لنا جميعاً.. رسم نهجاً فريداً لينهض بالإمارات في كافة المجالات.. ولترقى دولتنا الحبيبة مصاف الدول المتقدمة.. رجل جسور طوع الظروف من حوله بإيمانه وإرادته.. لتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول تطوراً وتقدماً  واهتماماً بالإنسان قبل العمران.
لقد كان الشيخ زايد رحمه الله والدي ومعلمي وقد رافقته في الكثير من رحلات الصيد وهي من أحب الهوايات لقلبه طيب الله ثراه وهو من أشهر هواة هذه الرياضة، وكان يحرص على ممارسة هوايته المحببة رغم مشاغله ومسؤولياته العظام إلا إنه يحب رحلات الصيد ويرى في هذه الرياضة تراثاً شعبياً يجب المحافظة عليه والعناية به وتشجيع الأبناء على ممارستها والتعرف على فنونها وآدابها وأصولها، وأيضاً كونها تمارس ضمن مجموعات في رحلات جماعية، تضم الحاكم والمحكوم، والغني والفقير، والتاجر والإنسان العادي، وفي رحلة الصيد أيضاً نبتعد عن رتابة وضجيج الحياة اليومية، ويتاح لكل فرد في الرحلة أن يعبر عن أفكاره ويتكلم بما يريد .
  كما لا يخفى عليكم أن حياة الصحارى والقفار التي ننقطع فيها عن صخب الحياة ورفاهيتها تكسب الرجال الصبر والجلد وتكيف النفس على تحقيق الموازنة بين حياة البر وحياة المدن.
 تعلمنا الكثير من الدروس والعبر من الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. في مجالسه الطيبة العامرة بالقيم والمعاني الأصيلة.. في حديثه نبصر مواضع الحكمة والرؤية الثاقبة، لنصل إلى حقيقة واحدة هي أن شخصيته طيب الله ثراه فريدة من نوعها.. لن تتكرر على مر الزمن.. سماحة وجهه رحمه الله.. تصافح من يحضر مجلسه قبل أن يمد يمناه البيضاء.. كان يستشعر حاجات الناس قبل ينطقوا بها.. لأنه الأب قبل أن يكون الحاكم.. الحنون المهتم بأبنائه الساعي دائماً لتوفير كل مقومات الحياة الكريمة.. وكأنه يقرأ لغة عيونهم قبل أن يشرعوا بالحديث.. رحمه الله كان يعرف متى يلين ومتى يقسو.. وليس من الغريب أن يعرف رحمه الله على رغبات شعبه ويدرك ما يجول في نفوسهم ويقف على حقيقة آرائهم فيحيط بها، ويبادر إلى إصلاح شأن الناس عن دراية وفهم، وعن معرفة صادقة، وعميقة بأحوالهم.. فقد كان غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.. أباً وحاكماً وعاشقاً للأرض والشعب.

 

مقالات ذات صله