بين أوائل تشرين الأول ونهاية تشرين الثاني من كل سنة و تزامنا مع هجرة الخريف ينتظر الصياد اللبناني بفارغ الصبر وصول أسراب ما يعتقد بانها طيور”المطوق” لتجتاح معظم المناطق اللبنانية هاربة من برد أوروبا القارس. الا ان خلال الاعوام العشرة الماضية لوحظ تفاوت و انخفاض نسبي في الاعداد التي تمرفي لبنان.
على الرغم من انها ليست مهددة بخطر الانقراض و ذلك بسبب انتشارها الواسع حول العالم الا ان اعدادها على انخفاض تدريجي.
السبب الرئيسي في انخفاض اعدادها يعود الى التكثيف الزراعي و التغيرات في إدارة زراعة الحبوب والأراضي العشبية مما يؤدي إلى تقليل فرص التعشيش وتقلص الموارد الغذائية.
كما ان الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب و الصيد الجائر في بعض البلدان يؤثرسلبًا عليها و يشكل تهديدًا إضافيًا لها.
التغير المناخي الناتج عن الاحتباس الحراري يلعب دورا مهما في وصول ما تبقى منها الينا.
فالشتاء المعتدل في بعض الدول الاوروبية دفع بالعديد منها على تاخير هجرتها او البقاء في مواطنها أو القيام بهجرة نصفية الى اماكن اكثر دفئا من مواطنها.
السؤال المطروح هنا لماذا يشغل الصياد اللبناني نفسه ليلا نهارا بحركة طائر ليس مدرج على لائحة طرائد الصيد اصلا ؟؟؟
ما يسمى بالمطوق عند معظم صيادة لبنان هو في الحقيقة قبرة السماء اليورو آسيوية (الزرعي).
المضحك المبكي هو ان معظم الصيادة وبالاخص من يعتبرون انفسهم ملوك و امراء و خبراء الصيد في لبنان يعتقدون بانها طريدة صيد مشرعة حسب القانون اللبناني للصيد البري.
المطوق بحسب القانون اللبناني و وزارة البيئة و اللغة العربية هو قبرة ذو طوق اسود عريض يغطي جانبي أسفل العنق وأعلى الصدر و يعرف لدى الصياد اللبناني بالعتريس او ديك المطوق و هو في الحقيقة الطريدة الوحيدة المشرعة صيدها من الفصيلة القبرية بحسب القانون اللبناني للصيد البري !
تعتبر قبرة السماء من اكثر الطيور صيدا في لبنان و لها تاثير ايجابي على الحركة الاقتصادية اللبنانية لا سيما في سهل البقاع حيث تدر بالفائدة على اصحاب محلات بيع السلاح و الذخيرة و اصحاب الفنادق و المطاعم و الاستراحات و غيرها… فهل نرى صيدها مشرعا في المواسم المقبلة؟
اعداد فؤاد عيتاني مدير قسم الصيد والتصوير البري في مجلة صيد
رئيس لجنة التوعية والتوجيه في مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام
رئيس التحالف اللبناني لحماية الطيور
